عرفت معظم بلديات ولاية بومرداس في الفترة الأخيرة، انتشارا كبيرا وملفتا للانتباه لمحلات ''الفاست فود'' والبيتزيريات، التي استطاع أصحابها استقطاب عدد كبير من الزبائن يأكلاتها الخفيفة والمميزة، كل منها يسعى بطريقته الخاصة للظفر بقلب الزبون، ''المساء'' تجولت ببعض المحلات والبيتزيرات، ونقلت صدى هذا الإقبال الكبير. تعمل محلات الأكل الخفيف أو مايسمىب ''البيتزيريات''، كل ما بوسعها من أجل استقطاب أكبر عدد من الزبائن، خاصة من التلاميذ والطلبة، إذ تعرف محلات الأكل السريع ازدحاما لا مثيل له من طرف التلاميذ والمراهقين، خاصة في منتصف دوام الدراسة إلى غاية الثانية بعد الظهر. اختيارمكان المحلات أهم خطوة قبل الإنجاز. يلجأ أصحاب محلات الأكل الخفيف، أو البيتزيريات، قبل فتح محلاتهم إلى اختيار مركز النشاط أو مكان فتح المحلات، ليكون موقعا استراتيجيا مهما، وما يؤخذ بعين الاعتبار أحيانا، فتح المحل بمحاذاة المؤسسات التربوية، حيث أن الأطفال والمراهقين من تلامذة هذه المدارس، هم أكثر الفئات إقبالا على استهلاك الوجبات السريعة والخفيفة، وهم المستهدفون تحديدا من هذا النشاط، في هذا السياق، قال شريف.ح، صاحب محل الفاست فود ببلدية الثنية ببومرداس، إنه قبل أن يفتح أي تاجر محلا للمأكولات، يجب أن يدرس جيدا مكان المقر، والأحسن أن يكون بمحاذاة لمؤسسة تربوية، والهدف استقطاب تلاميذ المؤسسات التربوية، خاصة الذين لايتمكنون من العودة إلى منازلهم، بسبب ضيق الوقت، بين الفترة الصباحية والمسائية، مما يجبرهم على تناول وجباتهم خارج المنزل، حيث يقصدون محلات الأكل الخفيف، وأضاف أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر إقبالا على محلات الأكل السريع، وبشكل يومي. كما أضاف محمد. م، صاحب محل الأكل الخفيف بمدينة بومرداس، بالقرب من ثانوية محمد العيد آل خليفة، أن اختياره لفتح محل أمام الثانوية كان الهدف منه استقطاب فئة الطلبة الثانويين، وهو ما يتحقق يوميا، حيث تعرف البيتزيريا إقبالا كبيرا يوميا عند منتصف النهار، حتى الثالثة بعد الزوال. لا أحد يعير للصحة اهتماما! يرى المختصون أن الوجبات الخففية، على غرار البيتزا والسونديوشات الجاهزة، تبقى تشكل خطرا على صحة الإنسان عموما، وصحة الأطفال والمراهقين بشكل خاص، وهوما يظهر من خلال التحذيرات التي يطلقها الأطباء والأخصائيون يوميا، خلال اللقاءات الطبية والمؤتمرات الصحية، حيث ينوه هؤلاء على ضرورة الاهتمام بتناول وجبات صحية متكاملة، وذات فوائد صحية متكاملة؛ من البروتينات والفيتامينات أيضا، وبالرغم من هذا، فإنه لا يكترث التلاميذ والمراهقون والشباب بولاية بومرداس لهذه الحقائق، وقد توصّل الباحثون مؤخرا، إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة، بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومحسنات الطعم، يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة، فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة، تمامًا مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان. وحسب ما أظهرته الأبحاث التي أعدت في هذا المجال من قبل مختصين في الصحة، فإن الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية، وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من 20 ولاية أمريكية، ومنعت طلاب المدارس من تناول الوجبات السريعة، لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول، مع وجود علاقة بين المشروبات الغازية، التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات، والإصابة بهشاشة العظام، فضلا عن أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام، وعند إضافة الأطعمة المقلية كالبطاطس، والأغذية التي تحتوي على المواد الحافظة والملح، للحصول على وجبة كاملة، تكون المحصلة هي الحصول على خطر كامل، كما توصلت أبحاث جديدة أيضا إلى أن الوجبات السريعة وشبه المجهزة، تساهم بدرجة كبيرة في إصابة الأطفال بالربو، لخلوّها من الخضراوات الطازجة، الفيتامينات والمعادن، كما أن خلو هذه الأطعمة من الألياف الضرورية لانتظام الحركة الطبيعية للأمعاء يخل بوظيفتها، ويؤدي إلى اضطرابات في عملية الامتصاص، فيما أوضحت باحثة أمريكية، أن تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون بكثرة، يغير سلوك الأطفال، وأن الوجبات السريعة تدفع إلى خمول العقل وكسله وإلى ترهل الجسم، وأن ما يحصل عليه الجسم من الدهون الموجودة بكثرة في الساندويتشات السريعة ووجبات الشوارع، يسبب أضرارًا بالغة بالمخ، وبالرغم من هذه المخاطر، فإن جل محلات الأكل الخفيف تعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، ومن مختلف الشرائح.