اختلفت الاراء بين محذر من مخاطر الاكلات السريعة ومشجع لها نظرا لفوائدها, فما يميز الاكلات الشعبية أنها سريعة التحضير, ومن أخطر اضرارها التعرض للتسمم, اضافة الى ضرورة معرفة المكونات الغذائية التي تحتويها هذه الاكلات ومدى ارتباطها بأنماط استهلاكية أخرى ليست لها علاقة بمجتمعاتنا, فرغم هذا فان الاكلات الخفيفة تبقى ضرورة في بعض الاحيان نظرا لظروف وتغيرات مست الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الجزائري. ا. ماسنيسا يُعتبر العمال أكثر الناس اقبالا على الوجبات السريعة ويليها في المرتبة الثانية الاطفال والمراهقون الذين صارت الوجبات السريعة جزءا من روتينهم اليومي, وما يميز الاكلات الشعبية هو أنها سريعة التحضير, فلا يحتاج المستهلك لانتظار الوجبة كثيرا نظرا لارتباط الكثيرين بالتزامات وأعمال مختلفة, كما تحتوي الاكلات الخفيفة على كميات كبيرة من الدهون, وبالتالي سعرات حرارية تزيد في الطاقة التي يحتاجها الفرد لبذل مجهودات بدنية أو ذهنية ضرورية في حياته اليومية. فيما صنف المختصون الاكلات الخفيفة والسريعة بأنها فقيرة في العناصر الغذائية المفيدة مثل الفيتامينات والاملاح والمعادن الضرورية كالكالسيوم والحديد, ومن جانب آخر فهي غنية بالصوديوم الموجود في ملح الطعام, والذي يمكن أن يسبب أضرارا صحية في حالة زيادة نسبته في الطعام كما تمتاز بمذاق مميز يجذب صغار السن والمراهقين ويستهويهم ويجعلهم يقبلون عليها بشكل منتظم وتجعل شهيتهم مفتوحة دائما لتناولها. المختصون ينصحون يرى بعض الاطباء المختصين, ان استهلاك الدهون والسكريات و نقص الالياف والفيتامينات والمعادن المفيدة, يؤدي الى تراكم الدهون والسكريات في الجسم, ومن ثم زيادة الوزن, كما أن من مميزات الاكلات السريعة هو الاكل بسرعة دون مضغ جيدا, ما يسبب عسرا في الهضم, ومن أخطر أضرارها هو احتمال التعرض للتسمم. واضاف مختص آر في دراسة حول الانماط الغذائية السائدة, أن تكرار تناول وجبات صغيرة على مدى اليوم, لا يساعد الناس من ذوي الاوزان الثقيلة على خفض وزنهم, ووجدت دراسة أخرى أن اتباع هذه الحماية الغذائية, لم يسجل أي مزايا لخفض الوزن, كما اضافت الدراسة عدم جود أهمية لموعد تناول الطعام, بل المهم نوعية المأكولات المتناولة وكمياتها, وشملت الدراسة 180 شخصا من البدناء والبدينات كانوا كلهم يتبعون نظاما غذائيا صحيا لخفض وزنهم, والخلاصة أن الوجبات الخفيفة المتكررة لا تساعد في حمية خفض الوزن. في بلادنا أضحت تباع عدة أنواع من الاكلات الخفيفة والسريعة في الاسواق الشعبية وفي الشوارع, و في محيط يملأ الغبار والروائح, ما يؤدي الى التصاق الميكروبات المنتشرة في الجو وفي الغبار بهذه المأكولات أثناء اعدادها أو بيعها, حيث أن معظمها يتم عرضها دون غطاء بلاستيكي أو واق زجاجي أو أجهزة حفظ وتبريد, الامر الذي يمكن أن يسبب أمراضا عديدة للمقبلين على هذه الاكلات, اضافة الى ذلك فان معظم هذه المأكولات سريعة التلف بمجرد اخراجها من الثلاجة ولا يمكن الحفاظ عليها الا في درجة حرارة معينة, مثل "المايونيز" الذي لا تتجاوز مدة صلاحيته يوما بل يمكن أن تكون أقل في حال زيادة درجة الحرارة كما ان مادة "الكاشير"سريعة التلف ويمكن أن تسبب تسمما خطيرا في حال تلفها واستهلاكها مع الماكولات الخفيفة, فلم تعد خطورة الاكلات الشعبية في عدم اكتمالها غذائيا فقط, بل أصبحت تشكل خطورة على الصحة وحتى الحياة, فالتسمم يمكن أن يسبب الموت في حالة عدم التكفل الصحي السريع, وبالتالي فان أعداد الاطعمة يحتاج الى ظروف بيئية وصحية صارمة لتفادي أضرار صحية أنية ومستقبلية يمكن أن يتعرض لها مختلف المستهلكون. ضرورة للفئة العاملة اذا رجعلنا الى الفئة العاملة, فان الاكلات السريعة ضرورية بالنسبة لها, خاصة للعمال الذي يشغلون في اماكن بعيدة عن مقر سكنهم , وهم مضطرون لتناول وجبة الغذاء في مقر العمل بتناول وجبة خفيفة, نظرا لان ظروف العمل لا يمكنهم من تناول وجبة غذائية كاملة, ومن جانب أخر فان تزايد عمل المرأة في مختلف المجالات أدى الى عدم تفرغ هذه الاخيرة في كثير من الاحيان لاعداد وجبات منزلية كاملة, واضطرار كل العائلة لتناول الوجبات الحقيقية ليس في مقرات العمل فقط بل حتى في البيوت, كما أن هناك ظاهرة تزامنت مع انتشار محلات الاكلات السريعة والخفيفة, ففي كثير من الاحيان أصبح بعض الشبان يميل الى تناول وجبات خفيفة خارج البيت, حيث يفضل المأكولات الخفيفة على الاكلات المنزلية قصد كسر الروتين, كماأن التنقل وكثرة السفر يضطر ألافراد الى تناول الاكلات الخفيفة نظرا لعدم قدرة الكثيرين على تناول وجبات ثقيلة خلال السفر خوفاً من الاضطرابات الهضمية.