تتطلع وكالات السفر الاندونيسية إلى جعل الجزائر مقصدا سياحيا لزبائنها الذين يتطلعون إلى اكتشاف بلدنا على اعتبار أنه الوحيد الذي لا يزال مجهولا لدى السياح الاندونيسيين الذين وصلوا حدود تونس والمغرب دون التعريج على بلادنا، وقد استعرضت وكالات السفر الاندونيسية أهم العراقيل والمشاكل التي تحول دون تحقيق هذا الهدف فيما حاول الجانب الجزائري ممثلا في عدد من وكالات السياحة والسفر تبديد جميع العراقيل المحتملة على أن تتدخل الهيئات الرسمية للبلدين لرعاية هذا المسعى وإنجاحه بالنسبة للبلدين. وقد نظمت السفارة الاندونيسية بالجزائر نهاية الأسبوع الماضي لقاء مهنيا بمقر السفارة وبحضور سفير اندونيسيا بين ممثلي وكالات السفر الاندونيسية والجزائرية بغرض ضبط مخطط لإنعاش السياحة بين البلدين اللذين وعلى الرغم من بعد المسافة بينهما إلا أن انجذاب سياح البلدين نحو ما تزخر به الجزائر واندونيسيا من مواقع سياحية تخدم العائلات وتلبي تطلعاتها غير أن غياب التنسيق وكذا الاهتمام من جانب وكالات السفر لكلا البلدين حال دون إشباع ميولات ورغبات السياح. وعبر ممثلو وكالات السفر الاندونيسية عن رغبتهم العميقة في اكتشاف الجزائر البلد العربي والإسلامي الوحيد الذي يبقى مجهولا لدى الاندونيسيين الراغبين في اكتشافه ضمن رحلات خاصة كما هو حاصل بالنسبة لتونس والمغرب والتي تعد من الوجهات الكلاسيكية والمعروفة للسياح الاندونيسيين في حين تبقى الجزائر غير البعيدة عنهما والغنية بموروثها الثقافي والسياحي منسية بسبب غياب التنسيق بين وكالات البلدين وكذا السلطات الرسمية التي لم تفكر في القيام بمبادلات سياحية بينهما. ويبقى مشكل التأشيرة وتكلفة تذاكر السفر المرتفعة إحدى أهم العراقيل التي تم التطرق إليها من جانب المتعاملين، خاصة الجزائريين الذين اقترحوا تمديد فترة الإقامة بأندونيسيا بالنسبة للسياح الجزائريين على الأقل لفترة لا تقل عن العشرة أيام دون احتساب اليومين المخصصين للذهاب والإياب علما أن مدة الرحلة نحو بانكوك مثلا تقدر ب16 ساعة وذلك نظير التكلفة العالية التي يدفعونها والتي لا تقل عن 150 ألف دج دون احتساب تكاليف الإقامة. وترغب وكالات السياحة الاندونيسية في جعل الوجهة السياحية الجزائرية أحد المقاصد المقبلة للاندونيسيين خاصة منهم الحجاج، الذين يختارون عقب موسم الحج أي بلد إسلامي للتوجه إليه واكتشافه وذلك ضمن عادة اتخذها الاندونيسيون لاكتشاف العالم العربي والإسلامي عقب الانتهاء من مناسك الحج ..ويأتي هذا المطلب بعد أن تعرضت بعض المقاصد السياحية الكلاسيكية إلى اضطرابات سياسية ستحول دون اختيارها في المواسم المقبلة. وتم الاتفاق مبدئيا على تنظيم تبادلات سياحية لأفواج تضم مهنيي السياحة وعددا من وكالات السفر وذلك بهدف اكتشاف المواقع السياحية التي تهم وتستهوي السياح بالبلدين قبل الانتقال إلى تنظيم رحلات رسمية للسياح، على أن تتدخل الجهات الرسمية عبر دواوين السياحة لتأطير هذه العملية وتسهيل عمليات الحصول على التأشيرات والتي تعد صعبة لكلا الجانبين.