تم أمس فتح الطريق الرابط بين الاربعطاش ببومرداس والأخضرية بالبويرة والممتد على مسافة 5,37 كلم أمام حركة المرور، وذلك بعد استكمال كل عمليات التهيئة والتجهيز التي تمت على هذا المقطع الذي يعتبر أصعب مقاطع شطر الوسط من الطريق السيار شرق غرب، والذي بعث فتحه على الاتجاهين ارتياحا كبيرا في نفوس مستعمليه على الاتجاه الرابط بين وسط وشرق البلاد. ويسمح هذا المقطع الجديد من الطريق السيار الذي أشرف على فتحه وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول والذي يقدر طول محوره الرئيسي ب5,27 كلم منها 5,17 كلم على إقليم ولاية بومرداس، من قطع المسافة التي تربط منطقة الاربعطاش بالأخضرية في مدة زمنية تقل عن 20 دقيقة، مع اجتناب المرور عبر المحاور التي تعرف باكتظاظ حركة السير على مستوى ولايات الجزائر، بومرداس والبويرة، على غرار مناطق عمال، بني عمران سوق الأحد، الثنية، تيجلابين وبودواو، فيما يمكن هذا المقطع الذي يتوسط جبال ''بوزقزة'' من قطع كل المسافة الممتدة بين الجزائر والبويرة في أقل من ساعة. ويضم المقطع العديد من المنشآت الفنية والمحولات ومحاور الربط التي يصل طولها إلى 10 كلم، منها 5 كلم تمثل الطول الإجمالي لأنفاق منطقة ''بوزقزة'' الأربعة، بينما يصل طول الجسور ال15 التي يضمها المقطع إلى 4 كلم. وتم حفل التسليم النهائي لهذا المقطع الجديد من الطريق السيار شرق-غرب بحضور وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد محمد بن مرادي وكذا ولاة بومرداس البويرة وبجاية والمدير العام للحماية المدنية السيد مصطفى لهبيري، حيث تم بالمناسبة الإعلان عن تزامن عملية تسليم مقطع الوسط من الطريق السيار شرق غرب بشكل كلي مع استكمال عملية حفر آخر أمتار نفق ''الكنتور'' الرابط بين قسنطينة وسكيكدة، مما سيسمح حسب مسؤولي القطاع بتسليم أول جزء متبقي من الشطر الشرقي للمشروع خلال شهر جويلية القادم، ما سيمكن من ضمان عملية الربط المباشر من الحدود الغربية للوطن إلى غاية حدود ولاية الطارف، على أن يستكمل الجزء الأخير من مشروع القرن مع تسليم الجزء الأخير الممتد على إقليم هذه الولاية خلال نهاية الصائفة المقبلة. وقد سبق أن تم فتح جزء من مقطع الأربعطاش-الاخضرية على الاتجاه الرابط من البويرة إلى الجزائر العاصمة مؤقتا في 28 نوفمبر الماضي قبل أن يتقرر غلقه مطلع شهر جانفي المنصرم لدواع أمنية متصلة بوضعية الورشة المستمرة على الجهة المعاكسة من الطريق. وكان يفترض حسبما نقلته ''المساء'' مؤخرا على لسان المسؤول الأول على القطاع أن يتم إعادة فتح أنفاق ''بوزقزة''، منتصف شهر مارس المنصرم، غير أن ذلك تعذر بسبب سلسلة الاضطرابات الجوية التي عطلت وصول التجهيزات من الخارج. وقد شكلت عملية المعاينة الميدانية للأنفاق التي أعيد فتحها أمس من قبل مسؤولي قطاع الأشغال العمومية فرصة للإطلاع على النوعية العالية للتجهيزات الأمنية والتقنية التي تم تركيبها، ومنها نظام التهوية الذي يقوم بوظيفتين أساسيتين حسب مسؤولي مصالح الحماية المدنية، تشمل الأولى امتصاص الغازات المنبعثة من محركات العربات، فيما تتمثل الوظيفة الثانية في امتصاص دخان أي حريق محتمل، وبالتالي تسهيل مهام تدخل أعوان الإنقاذ والحماية المدنية في حالة الطوارئ. وللتذكير فإن مشروع الطريق السيار شرق-غرب الذي يصل طول محوره الرئيسي إلى 1216 كلم يحمل أبعادا تنموية هامة كونه يضمن الربط بين العديد من المرافق الاقتصادية والحضرية للبلاد ويفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن. وتقدر تكلفة إنجاز هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم ''مشروع القرن'' بالنظر إلى أهميته وضخامته ب11 مليار دولار، وسيتم تدعيمه بمرافق خدماتية متعددة، على غرار 42 محطة للخدمات والراحة أوكلت مهام إنجازها للمؤسسة العمومية ''نفطال''، فيما ينتظر أن يتم خلال أسابيع القادمة الإعلان عن عملية فتح الأظرفة الخاصة بعروض تجهيز الطريق السيار بالمنشآت الخدماتية، والتي تشمل إنجاز فضاءات الراحة ومحطات الدفع وتركيب التجهيزات الأمنية على غرار كاميرات المراقبة وغيرها من الوسائل التقنية التي سترافق هذا المشروع الاستراتيجي.