نجح وزير الأشغال العمومية في الوفاء بجزء من التزاماته عندما أعطى أمس رسميا إشارة افتتاح أحد أكثر المقاطع تعقيدا في الطريق السيّار «شرق-غرب» الرابط بين «الأخضرية» بالبويرة مع «الأربعطاش» التابعة لولاية بومرداس على مسافة تفوق 37 كلم، على أن يتم استكمال فتح الجزء الثاني من هذا المقطع بعد حوالي شهر من الآن بحسب ما أكده «عمر غول»، وهو ما سيضع حدّا لمعاناة دامت سنوات. بعد أن جرى الحديث عن الكثير من الخلافات بين وزارة الأشغال العمومية والشركة الصينية المكلفة بإنجاز شطر من الطريق السيّار «شرق-غرب» مما تسبّب في تأخير دام عدة شهور، تمكن «عمر غول» من افتتاح جزء من أنفاق «بوزقزة» التي طال انتظارها، وهو ما ظهر من خلال تصريح له ورد فيه أن «هذا الإنجاز الجديد يعد مكسبا هام للدولة ولكل الجزائريين، ولا سيما لإطارات القطاعات التي سهرت على تجسيد مشروع القرن، وشكلت بذلك خزّانا من الكفاءات الوطنية التي سيعول عليها في المشاريع المستقبلية». وعلى حدّ تعبير الوزير، الذي كان مرفوقا بعدد من أعضاء الطاقم الحكومي إلى جانب حضور السفير الصيني بالجزائر، فإن «هذا المقطع من الطريق الذي يمكن وصفه بطريق التحديات الكبرى والتضاريس المعقدة»، مرجعا ذلك إلى كونه «أبهر الخبراء الدوليين خلال عرضه مؤخرا أمام المؤتمر الدولي للطريق بمكسيكو، وتم تصنيفه من بين أكبر مشاريع الطرق السيارة على المستوى العالمي». والتزم بالمناسبة ب «مواصلة العمل على استكمال ما تبقى من أشغال على مقطع الوسط، ولا سيما منها المتعلقة بعمليات التجهيز والتهيئة وفتح الاتجاه المعاكس المؤدي من الأربعطاش نحو الأخضرية قبل نهاية السنة الجارية». ومن المنتظر أن يتزامن تسليم هذا المقطع بشكل كلي خلال نهاية السنة مع تسليم الأنفاق الستة الرابطة بين ولايتي قسنطينة وسكيكدة بالشطر الشرقي من هذا المشروع الضخم، ليتم بذلك فتح كل المقطع الرابط بين تلمسان إلى غاية منطقة «الدرعان» بولاية الطارف مع مطلع السنة المقبلة، على أن تستكمل المقاطع الأخيرة الرابطة بالحدود مع تونس في نهاية السداسي الأول من العام 2012. وبالنظر إلى التعطيل الذي عرفه، فإن المقطع الذي افتتح أمس أمام حركة المرور يُصنّف ضمن المقاطع الأكثر صعوبة على طول مسافة 1720 كلم من الطريق السيّار «شرق-غرب» خصوصا وأنه يحاذي سدي «الحميز» و«قدارة» مما استدعى استعمال عدة تقنيات متطورة، لمواجهة تعقيدات التضاريس وأرضياته، كما تمت الاستعانة بالمتفجرات لإنجاز نحو 25 بالمائة من أنفاق «بوزقزة» الأربعة. ويجدر التذكير بأن مقطع «الأربعطاش» و«الأخضرية» يمتد على مسافة تصل إلى 37.5 كلم، منها 17.5 كلم بإقليم ولاية بومرداس و10 كلم بولاية البويرة، فيما يصل طول المنشآت الفنية والمحولات ومحاور الربط التي يشملها المقطع على 10 كلم، منها 5 كلم تمثل الطول الإجمالي لأنفاق منطقة “بوزقزة” الأربعة، بينما يصل طول الجسور ال15 التي يضمها المقطع 4 كلم، فيما تقدر تكلفته المالية ب15 مليار دج. وعلى إثر هذا الإنجاز سيسمح الشطر الذي تم فتحه أمس لمستعملي الطريق على اتجاه البويرة – الجزائر العاصمة بقطع مسافة التي تربط الأخضرية بالأربعطاش في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة على الأكثر، مجتنبين بذلك المرور عبر المحاور التي تعرف باكتظاظ حركة السير على مستوى ولايات البويرة، بومرداس والجزائر، مثلما هو الحال بالنسبة إلى مناطق «عمال» و«بني عمران»، «سوق الأحد»، «الثنية»، «تيجلابين» و«بودواو». وللإشارة فإن مشروع الطريق السيار الذي يحمل أبعادا تنموية هامة كونه يضمن الربط بين العديد من المرافق الاقتصادية والحضرية للبلاد ويفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن، تقدر تكلفة إنجازه الإجمالية 11 مليار دولار، وسيتم تدعيمه بمرافق خدماتية متعددة، على غرار 42 محطة للخدمات والراحة أوكل انجازها للمؤسسة العمومية «نفطال».