أشرف وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول، أمس، على فتح شطر الطريق الرابط بين الأخضرية والبويرة والاربعطاش ببومرداس، والممتد على مسافة 5,37 كلم، أمام حركة المرور، معلنا في حفل التسليم الجزئي لهذا المقطع الذي يعد من أعقد مقاطع شطر الوسط من الطريق السيار شرق-غرب بأن تسليم الجزء الثاني منه والذي يربط اتجاه الاربعطاش بالأخضرية سيتم بعد شهر من الآن. ويشمل كل المقطع الممتد بين الأربعطاش والأخضرية على مسافة طولية مقدرة ب5,27 كلم، منها 5,17 كلم بإقليم ولاية بومرداس و10 كلم بولاية البويرة، فيما يصل طول المنشآت الفنية والمحولات ومحاور الربط التي يشملها المقطع إلى 10 كلم، منها 5 كلم تمثل الطول الإجمالي لأنفاق منطقة ''بوزقزة'' الأربعة، بينما يصل طول الجسور ال15 التي يضمها المقطع 4 كلم، فيما تقدر تكلفته المالية ب15 مليار دينار. وسيسمح الشطر الذي تم فتحه، أمس، لمستعملي الطريق على اتجاه البويرة - الجزائر العاصمة بقطع المسافة التي تربط الأخضرية بالأربعطاش في مدة 20 دقيقة، مجتنبين بذلك المرور عبر المحاور التي تعرف باكتظاظ حركة السير على مستوى ولايات البويرة، بومرداس والجزائر، على غرار مناطق عمال، بني عمران سوق الأحد، الثنية، تيجلابين وبودواو، فيما سيمكن هذا المقطع الذي يعتبر من أهم وأعقد مقاطع الطريق السيار بالنظر لموقعه الجغرافي الذي يتوسط جبال ''بوزقزة'' والتضاريس الوعرة التي أنحز بها من قطع كل المسافة الممتدة بين الجزائر والبويرة في أقل من ساعة ونصف من الزمن. وقد اعتبر وزير الأشغال العمومية خلال حفل الإعلان عن فتح هذا الجزء من مقطع الطريق السيار، والذي حضره عدد من أعضاء الطاقم الحكومي إضافة إلى سفير الصين بالجزائر، بأن الإنجاز الجديد يعد مكسبا هاما للدولة ولكل الجزائريين، ولا سيما لإطارات القطاعات التي سهرت على تجسيد مشروع القرن، وشكلت بذلك خزانا من الكفاءات الوطنية التي سيعول عليها في المشاريع المستقبلية، وفي مقدمتها مشروع الطريق السيار للهضاب العليا الذي سيتم الانطلاق في أشغاله خلال السنة المقبلة. وكشف الوزير بالمناسبة بأن هذا المقطع من الطريق الذي يمكن -حسبه- وصفه بطريق التحديات الكبرى والتضاريس المعقدة، أبهر الخبراء الدوليين خلال عرضه مؤخرا أمام المؤتمر الدولي للطريق بمكسيكو، وتم تصنيفه من بين أكبر مشاريع الطرق السيارة على المستوى العالمي. وتعهد السيد غول بمواصلة العمل على استكمال ما تبقى من أشغال على مقطع الوسط، ولا سيما منها المتعلقة بعمليات التجهيز والتهيئة وفتح الاتجاه المعاكس المؤدي من الأربعطاش نحو الأخضرية قبل نهاية السنة الجارية. وتجدر الإشارة إلى أن إنجاز هذا المقطع الصعب من الطريق السيار والذي يحاذي سدي ''الحميز'' و''قدارة''، استدعى استعمال عدة تقنيات متطورة، لمجابهة تعقيد التضاريس وأرضياته، كما تمت الاستعانة بالمتفجرات لإنجاز نحو 25 بالمائة من أنفاق ''بوزقزة'' الأربعة. ويرتقب أن يتزامن تسليم هذا المقطع بشكل كلي خلال نهاية السنة مع تسليم الأنفاق الستة الرابطة بين ولايتي قسنطينة وسكيكدة بالشطر الشرقي من المشروع، ليتم بذلك فتح كل المقطع الرابط بين تلمسان إلى غاية منطقة الذرعان بالطارف مع مطلع السنة المقبلة، على أن تستكمل المقاطع الأخيرة الرابطة بالحدود مع تونس في نهاية السداسي الأول من السنة القادمة. للتذكير فإن مشروع الطريق السيار شرق - غرب الذي يحمل أبعادا تنموية هامة كونه يضمن الربط بين العديد من المرافق الاقتصادية والحضرية للبلاد ويفك العزلة عن مناطق عديدة من الوطن، تقدر تكلفة إنجازه الإجمالية ب11 مليار دولار، وسيتم تدعيمه بمرافق خدماتية متعددة، على غرار 42 محطة للخدمات والراحة أوكل إنجازها للمؤسسة العمومية ''نفطال''.