أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبد اللّه غلام اللّه أمس على ضرورة توحيد التصورات حول مقاصد التكوين التي تخرج الإمام القادر على خدمة الإسلام في إطار المرجعية الوطنية، مشددا في سياق متصل على أهمية تأسيس التكوين على العلوم ذات الأصول المتسلسلة بدءا من علمائنا وصولا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم. وقال الوزير خلال إشرافه على اجتماع أساتذة وطلبة المعهد المتخصص في تكوين الإطارات الدينية بدار الإمام أنّ المساجد بحاجة إلى معاهد أساسية لتكوين الأئمة وشدهم إلى المجتمع الّذي ينتمون إليه،من منطلق أنّ الإصلاح مطلب لمواجهة التغيير الجارف المتأتي من رياح العولمة. واعتبر الوزير أن تمكين الأئمة من العلم الصحيح وتوجيههم يكفل مواصلة الرسالة الإسلامية التي بدأها علماؤنا في سبيل محاربة الجهل والاستعمار وآثار محو الشخصية الوطنية التي ما تزال قائمة بوصفها إحدى مخلفات الاحتلال. ودعا مسؤول قطاع الشؤون الدينية خلال اللقاء الذي تزامن مع ذكرى يوم العلم إلى التركيز على إبراز الشخصية الوطنية لضمان تكوين أئمة متشبعين بالروح الوطنية وقادرين على أداء مهمة الإرشاد الديني في إطارها الصحيح، بعيدا عن العلوم التي تملى عليهم من الأنترنت وبعض الكتب. موضحا أنّ الشعب الجزائري ليس إمعة، إنّما له علماؤه الّذين درسوا الشريعة الإسلامية وألفوا كتبا تُدْرس اليوم في المعاهد الإسلامية العالمية. كما ركز في الكلمة التي ألقاها على أهمية مكافحة الأصوات الشاذة التي لا تناسب شخصيتنا وتاريخنا، لتكون المساجد على كلمة واحدة في مختلف ربوع الوطن تحت إشراف أئمة واعين وقادرين على غربلة ما يتلقونه من أفكار. وفي مداخلة بعنوان ''المرجعية الدينية والوطنية لنشاط المسجد'' أوضح السيد محمد عيسى إطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن تفعيل روح التكوين في مؤسسات وزارة الشؤون الدينية من شأنه أن يهيئ الأئمة لتأطير بيوت الله بما يكفل إلقاء خطابات نوعية. وشرح المصدر أنّ المرجعية كمصطلح حديث تعني مجموعة من الأفكار التي تَصطلح عليها مجموعة، خدمة للفضاء الّذي تنتمي إليه، وبالتالي إبعاد كافة الأفكار غير الجامعة الّتي تهدف إلى زعزعة النظام الديني القائم. وأضاف السيد محمد عيسى في مداخلته أن المرجعية الدينية والوطنية في الجزائر ليست اختيارا سياسيا، إنّما هي اختيار علمي، مثمنا في نفس الإطار مسعى خلق التفاعل بين الأساتذة وأئمة المستقبل الّذي انطلق من دار الإمام بالمحمدية. للإشارة، أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله خلال نفس اليوم على اختتام اللقاء التقييمي الخاص بملف تسيير الزكاة والأوقاف الذي جمعه بمديري الشؤون الدينية والأوقاف بدار الإمام، والذي أكد خلاله على ضرورة استعداد وكلاء الأوقاف للانطلاق في عملية التسيير والاستثمار وفقا لما يسمح بإحصاء كل وقف جديد، وبالتالي تجسيد مسعى الوزارة الكامن في تنمية الوقف. فضلا عن إعادة بعث قطاع الأوقاف من خلال تفعيل آليات الجرد والإحصاء والاستثمار. إضافة إلى إخضاع السلك للتفتيش والتقييم. وفيما تجاوزت مداخيل الأوقاف 14 مليار سنتيم بعدما كانت تقدر 800 مليون سنتيم. يتوقع المسؤول الأوّل عن القطاع غلام الله بخصوص الزكاة تحقيق نتائج أكثر ايجابية من السنوات الفارطة من خلال أعمال الدورة العاشرة لصندوق الزكاة.