دعا، وزير السكن والعمران، السيد نور الدين موسى، المؤسسات العمومية المكلفة بإنجاز السكنات إلى العمل أكثر من أجل تأطير أحسن وأنجع، مؤكدا في ذات السياق على ضرورة دعم هذه المؤسسات بالكفاءات الشابة المتخرجة من الجامعات في مختلف التخصصات التي لها علاقة بالبناء من مهندسين في البناء والأشغال العمومية والتسيير وغيرها. كما أكد على أهمية التكوين لاسيما المتعلق باليد العاملة المتخصصة التي يعاني القطاع نقصا كبيرا فيها وكذا المؤطرين لورشات البناء التي تعرف حالة من الفوضى. وأوضح وزير السكن، خلال لقاء جمعه، أمس، بالمسيرين الأساسيين للمجموعات والفروع التابعة لشركة تسيير المساهمات ''إنجاب'' أن الدولة وفرت منذ سنتين جميع الظروف للمؤسسات من أجل تجسيد البرامج السكنية المسطرة، حيث خصصت أموالا ضخمة للتطهير المالي لمؤسسات البناء العمومية، التطهير الذي شمل الديون الجبائية وشبه الجبائية فضلا عن مستحقات الخزينة العمومية من الديون. كما سمحت بمنح قروض على المدى الطويل تصل إلى 15 سنة وبفوائد ضئيلة على أن يكون الفرق على عاتق الدولة. وحسب وزير القطاع، فإن هذه المؤسسات استفادت من 5,18 مليار دينار بغرض التطهير المالي، بالإضافة إلى 8,25 مليار للاستثمار على شكل قروض. أما مكاتب الدراسات العمومية وعددها 6 مكاتب فاستفادت من 9,1 مليار دينار للتطهير و951 مليون دينار للاستثمار. علما أن مؤسسات البناء العمومية سلمت خلال سنة 2011 أزيد من 6 آلاف وحدة سكنية. ووجه موسى تعليمات صارمة لمسؤولي المؤسسات العمومية للبناء يحثهم فيها على ضرورة اتخاذ جميع التدابير لإنجاز البرامج السكنية الملتزمين بها في آجالها، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية تكوين وتوظيف الكفاءات في مختلف التخصصات فضلا عن اعتماد مبدأ الاستعانة بالشراكة الأجنبية، متى تطلب الأمر ذلك. وفي هذا السياق، أشار موسى إلى شراكتين مع مؤسستين أجنبيتين الأولى إيطالية وتهدف إلى عصرنة ورشات البناء والثانية مع مؤسسة إسبانية في مجال إعادة تهيئة البنايات القديمة، وأكد أن أي عملية شراكة مع الأجانب لا بد أن تمر عبر نقل التكنولوجيا. وأوضح المسؤول الأول على قطاع السكن أن الحكومة تسعى من خلال التدابير والتسهيلات المعتمدة لجعل من المؤسسة العمومية قاطرة في مجال الإنجاز وسير العمل في الورشات، مضيفا من جهة أخرى، أن هناك إرادة والتزاما لاستيعاب المتخرجين من الجامعات الجزائرية من مهندسين لمواجهة البرنامج السكني الضخم المسطر في إطار المخطط الخماسي الحالي وعلى الخصوص احترام آجال الإنجاز والنوعية. واعتبر الوزير أنه من الحلول الناجعة لإنجاز المشاريع السكنية في وقتها المحدد عدم بقاء المهندسين في حالة تشتت مقترحا تجمعهم ليتمكنوا من المشاركة بقوة في عملية إنجاز المشاريع الكبرى. من جهته، استعرض مدير شركة تسيير المساهمات ''إنجاب'' السيد حفيظ فاصولي وضعية هذه الأخيرة بعد هيكلتها، حيث أكد أنها تضم 61 مؤسسة و34 أخرى جهوية فضلا عن 23 مكتب دراسات. كما تضم مجموعة الدواوين العقارية المدعمة ب13 مكتب دراسات. وكشف المتحدث في هذا الإطار عن إنشاء 6 مؤسسات إنجاز بمنطقتي الجنوب والهضاب العليا بغلاف استثماري يقدر ب8 ملايير دينار، مضيفا أن الشركة التزمت بخلق 45 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر.