أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي انه لا يمكن الحفاظ على حقوق المؤلف والحقوق المجاورة دون تكوين خاص لكل من القضاة والمحامين وأعوان الشرطة والدرك والجمارك والصحافة المكتوبة والسمعية والمرئية· وأضافت الوزيرة خلال افتتاحها امس للملتقى العلمي الذي ينظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحت عنوان" حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في المحيط الرقمي" بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، أن الجزائر تضم ترسانة شبه كاملة فيما يخص حقوق المؤلف ولا ينقصها إلا مرسوم تنفيذي واحد حول "إستنساخ النصوص المكتوبة والمطبوعة (REPROGRAPHIE ) سيتم عرضه قريبا أمام الحكومة، بالإضافة إلى انضمامها إلى العديد من المنظمات العالمية حول هذا الموضوع مستطردة بقولها أن ما ينقصنا هو الجانب التكويني الذي يمس كل من له علاقة من قريب أو من بعيد بحقوق المؤلف · وفي هذا السياق اقترحت الوزيرة استغلال مناسبة الملتقى لرسم برنامج تكوين ورزنامة لتطبيقه تتولى الوزارة تمويلها وهذا في الآجال القريبة، لأنه تقول تومي لا يكفي أن تكون وزارة الثقافة فقط الراعية والحامية لهذه الحقوق· من جهته كشف السيد عبد الحكيم تاوصار مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة أنه سيتم وضع إستراتجية جديدة لحقوق المؤلف عقب هذا الملتقى الذي يعتبر الثالث من نوعه فيما يخص هذا الموضوع، ومن جهته نوه ممثل المنظمة العالمية للملكية الفكرية وحق التأليف السيد محمد سيد الخير بعمل الجزائر في الحفاظ على حقوق المؤلف· أما عن المداخلات فقد نشطها خبراء جزائريين وأجانب، نذكر منها مداخلة المهتم بالتكنولوجيات الحديثة في الكنفدرالية الدولية لشركات المؤلفين والملحنين " السيد فرانسوا غزافيي نيتال التي تناولت " الأشكال الجديدة لاستغلال التحف تحت تأثير التكنولوجيات الحديثة وعمل الكنفدرالية لحماية الحقوق"،أكد خلالها أن عالم اليوم تغير باستعمال التكنولوجيات في ميادين الفن والثقافة، فبعد أن كان 10 ملايين مثلا من مستمعيّ قناة إذاعية واحدة، أصبح هناك 10 ملايين مستمع لعشرة ملايين إذاعة وهو دليل على تغير كبير جدا في سوق الاتصالات والتكنولوجيات مضيفا أن هذا الأمر صعّب من مهمة الكنفدرالية التي تتكفل بالتنسيق بين المؤسسات العالمية التي تهدف إلى حماية حقوق المؤلف في شتى المجالات، من أداء عملها · غزافيي أشار إلى تمكن الفدرالية من حماية ما يفوق 17 مليون من منتوج إبداعي عن طريق وضع شفرة لكل منتوج حتى لا يتعرض للقرصنة والاستعمال بطريقة غير قانونية، مضيفا أنه أصبح ضروريا للكنفدرالية وكل المؤسسات المهتمة بحماية حقوق المؤلف من التعامل مع الشركات الكبرى للهاتف النقال لأنها أصبحت دعامة أساسية لنشر المنتوج الإبداعي في الكثير من الدول· أما عن المحامي أيمانويل بييرا فقد أكد في مداخلته" الكفاح ضد القرصنة في المنتوج الإبداعي على الانترنيت " أن القرصنة أصبحت تمس الكثير من مجالات الإبداع وأعطى أمثلة عن ذلك : "محركات البحث كغوغل" الذي يمنح إمكانية الحصول على معلومات مقرصنة، أيضا "موقع ويكبيديا" مثلا وهو قاموس الكتروني تحدث فيه كثيرا من التجاوزات · بالمقابل، طالب المتحدث بضرورة أن تكون أسعار المنتوجات الأصلية مقبولة حتى لا يتم اللجوء إلى المنتوجات المزيفة، علاوة على أهمية العمل المتزايد لحماية النصوص الصحفية أيضا التي لا يتم تزويدها بشفرات· وفي الأخير، قال المحامي أنه في حالة استخدام عنوان الكتروني للقرصنة فأنه يتم إخطار مسئوليه برسالة الكترونية توضح التجاوز وتقدم الرادع الذي يمكن أن يتعرضوا إليه، وفي حال عدم الاستجابة تنتقل القضية إلى المحاكم حيث يوجد في فرنسا قضاة مختصين في القرصنة التي تمس المنتوجات الإبداعية ·