وزارة الثقافة مستعدّة لمنح جائزة وطنية سنوية للمبدعين في مجال حماية الحاسوب تأسّفت، أمس، وزيرة الثقافة خليدة تومي عقب الملتقى الدولي الذي نظّمه الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، لقرار منع هيئة الأممالمتحدة ممثلين عن المنظمة الدولية للملكية الفكرية من زيارة الجزائر، حيث كان من المقرّر أن يحلّ هؤلاء ببلادنا للمشاركة في ندوة عمل حول الملكية الفكرية، التي تنظمها وزارة الثقافة، بحجة أن الجزائر مصنّفة في الخانة الثالثة للدول غير الآمنة. أشرف، أمس، الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بقاعة بن زيدون برياض الفتح على افتتاح فعاليات الملتقي الدولي حول حماية برامج الحاسوب تحت شعار "من أجل اقتصاد رقمي وعادل"، الملتقى حضره مجموعة من الخبراء الجزائريين والأجانب في مجال الحماية والبرمجة، كما حضر الملتقى محي الدين اوحاج، مسؤول مشروع "أسرتك" وممثّل عن وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والإتصال، وسمير سعيد المدير العام "لميكروسوفت الجزائر"، ومدير عام مؤسسة "الإيباد" نوار حرز الله، بالإضافة إلى ممثلي الوكالة الأوروبية لحماية برامج الحاسوب والإتحاد الدولي لحقوق المؤلف وكذا ممثلين عن قطاع الأمن والدرك والجمارك الوطنية ومحامين وقضاة. الملتقى الذي تزامن عقده مع إحياء اليوم العالمي للملكية الفكرية والصناعية كان فرصة سانحة للكشف عن مشروع جدّ حساس والمتعلق بحماية الحاسوب من القرصنة، حيث اعتبر المتدخلون هذا دفعة لجس نبض الدعامات المقلدة. وعقب اللقاء كان ل" اليوم حديث مع سمير سعيد، المدير العام لميكروسوفت الجزائر، حيث قال إن "16 من بين 100 حاسوب نجد دعائمه مقلدة أي 16 بالمئة"، وهذا الأمر وصفه سمير سعيد بالكارثي في مجتمع يقبل على نظام المعلوماتية غداة العام 2013، كما صنّف هذا الأخير الجزائر في المرتبة 14 عالميا من حيث تغطية الحماية فقال "الجزائر حاليا ليست في منأى عن أي هجوم فيروسي قد يحطم البرامج التي يقال عنها أنها محمية"، وأضاف أن "المواقع الحكومية معرّضة إلى التخريب مالم يكن هناك تدخل حكومي ومؤسساتي يستطاع من خلاله تقليص الفجوة، إذ لاحظنا أن النسبة المؤوية للقرصنة بالجزائر مازالت معلقة في 84 بالمئة منذ أكثر من ثلاث سنوات ". ومن جهة أخرى، قالت "مليان لوكردونال "مسيّرة الوكالة الأوروبية لحماية برامج الحاسوب ل "اليوم" إن "الجزائر تنتهج طريقا صائبا في مجال الحماية وذلك لو كان هناك اتفاق بين القطاع العمومي والخاص"، وأضافت أن "شساعة الجزائر تستوجب حماية تفوق حماية فرنسا بخمس مرات في مجال حماية برامج ودعامات الحاسوب سيما أن مجال أسماء النطاق يسهل تغييره حاليا ومن الواجب تكاثف جهود الجميع رفقة وزارة الثقافة والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة لدعم جماعي كاف للتّقليص من نسبة التخريب الذي تتعرّض له كبريات البلدان بنسب مختلفة"، وأكّد أن الجزائر كان لها اتفاق دولي مع الإتحاد الدولي لحماية برامج الحاسوب. ومن جهته، اكتفى المدير العام لمؤسسة "الإيباد" في حديث عقب اللقاء مع "اليوم" بالقول إن "الجزائر لها إمكانية كبيرة في مجال الحماية " وأضاف أن مؤسسته التي تملك خدمات فعالة في مجال حماية الحاسوب استطاعت أن تجعل نسبة التغطية غير كافية بالنظر إلى أصل وعدد القراصنة الذي أجزم أنه وصل إلى 20 بالمئة منهم أجانب. ومن جهته أكّد عبد الحكيم توصار، المدير العام للديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة أن وزارة الثقافة مستعدّة حاليا لمنح جائزة وطنية كل سنة للمبدعين والمخترعين والخبراء في مجال حماية برامج الحاسوب من خلال مسابقة وطنية تنظمها الوزارة تحت غطاء لجنة مختصة.