أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي السيد سلافرانكا سانتشيز نييرا أمس أن الانتخابات التشريعية التي احتضنتها الجزائر في ال 10 ماي الفارط جرت في ظروف جيدة وبكل شفافية وحرية، مبديا استحسانه لتفهم وزارة الداخلية والجماعات المحلية لمختلف طلبات الوفد خاصة تلك المتعلقة باطلاعهم على قوائم المنتخبين، أو ما تعلق بإشراك ممثلي الأحزاب في عمل لجنة متابعة الانتخابات وهو ما يؤكد حسب المتحدث حرص الجزائر على متابعة مسار الإصلاحات السياسية التي يحب تعميقها بغرض تعزيز ثقة المواطن. وأشار رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في التصريح التمهيدي للبعثة كشف عنه أمس في ندوة صحفية أن مهمته رفقة 150 ملاحظا والتي تعد الأولى من نوعها جاءت بغرض المرافقة والمتابعة وليس الحكم، مؤكدا ''لم نأت الى الجزائر لإعطاء الدروس، بل لنقل تجربة وخبرة لمواصلة مسار الإصلاحات خاصة وأن دعوة الاتحاد الأوروبي لهذا الموعد الحاسم بالنسبة للساحة السياسية الجزائرية هي الأولى من نوعها''. وبخصوص النقاط التي تم رفعها خلال عملية المراقبة، أشار المتحدث إلى ان المراقبين سجلوا بارتياح مبادرة سياسية تهدف الى دعم الشفافية في المسار الانتخابي عبر مسار الإصلاحات التي ينبغي تعميقها بغرض تعزيز الثقة مع المواطن، بالمقابل تأكد أن التشريعيات جرت في جو محكم منذ بداية عملية الاقتراع الى غاية فرز الأصوات في ظل توفير مجموعة من العوامل لم تكن موجودة خلال الانتخابات السابقة منها آليات المراقبة الجديدة المتمثلة في لجنتي المراقبة والإشراف وهو ما أضفى طابعا خاصا على عملية الاقتراع. أما فيما يخص النقائص المسجلة، فأكد المتحدث أنه تم العمل بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية التي ردت بالايجاب على كل طلبات البعثة ما عدا فيما يخص تسليم قوائم المنتخبين في شكل قرص مضغوط، لكن بالمقابل تمكن أعضاء البعثة من الاطلاع على القوائم عبر جميع مكاتب الاقتراع. من جهة اخرى سجلت اللجنة عدم نشر تقارير الفرز بعدد من المكاتب وهو مخالف للقانون، وما عدا هاتين النقطتين تقترح اللجنة مستقبلا إضافة اجراءات جديدة فيما يتعلق بالشفافية وهو ما سيعزز الثقة في المسار الديمقراطي منها اطلاع الأحزاب بصفة تلقائية على البطاقية الانتخابية. من ناحية أخرى، تطرق المتحدث الى تسجيل نقص في التحسيس بإجراءات الانتخاب خاصة فيما يتعلق بالاستعمال المتعدد لأوراق الاقتراع، حيث لم يتم إقرار تعليمة وطنية واضحة تخص اخذ ورقة واحدة أو اكثر وهو ما اثر بعدد من مكاتب الاقتراع على سرية الانتخاب. كما عرج ممثل البعثة الأوروبية على مختلف محطات تحضير الاستحقاقات الفارطة انطلاقا من الحملة الانتخابية وتجنيد المجتمع المدني لتشجيع المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، مشيرا الى أنه تحادث مع مختلف الأحزاب السياسية التي شاركت في سباق التشريعيات وتتم حاليا معالجة ودراسة الشكاوى المرفوعة على أن تنشر البعثة خلال الأشهر المقبلة تقريرها النهائي الذي سيتضمن مجموعة من التوصيات التي من شأنها تحسين بعض جوانب المسار الانتخابي في المواعيد الانتخابية اللاحقة. ومن جهتها، أكدت البرلمانية طوقية سايفي استحسانها لقرار رفع عدد التمثيل النسوي في البرلمان وهو ما اعتبرته خطوة ايجابية في مجال الإصلاح الديمقراطي بالجزائر وعليه فإن البرلمان الأوروبي جاهز لتقديم كل الدعم ومرافقة البرلمانيين الجدد في مسيرتهم السياسية. ويذكر أن البعثة نشرت ملاحظيها ال 125 والممثلين ل 27 بلدا أوروبيا عبر عدد من مكاتب ومراكز الاقتراع بولايتي الجزائر العاصمة ووهران، وكانت مهمتهم الرئيسية تقييم المسار الانتخابي وفقا للمعايير الدولية والقوانين الجزائرية.