تقرّر رسميا في تونس أمس السبت استئناف التدريس بجامع الزيتونة العتيق ليسترجع مهامه كمؤسسة دينية وعلمية وذلك بعد أن أغلق مقر الهيئة العلمية للجامع لمدة 50 سنة كاملة منذ عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. و.أ ولقد اشتهرت هذه المؤسسة التربوية -قبل قرار غلقها- بالاهتمام بالشأن العلمي وتنظيم الحلقات والدروس ومجالس العلم الشرعي حيث تخرج منها مئات الطلبة من شتى أرجاء العالم الإسلامي. وتم توقيع وثيقة استئناف التعليم بجامع الزيتونة من طرف وزراء التعليم العالي والتربية والشؤون الدينية التونسيين الذين أجمعوا على ''أهمية إعادة الاعتبار لجامع الزيتونة ولدوره الحضاري كمنارة علمية لنشر تعاليم الإسلام السمحة ومقاصده السامية'' فيما أكد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية أن تونس ''فقدت توازنها بعد تعطيل'' هذه المؤسسة التربوية عن الاضطلاع بدورها في نشر الإسلام المعتدل القادر على استيعاب كل مكاسب الحداثة''. ويعتبر جامع الزيتونة من ضمن الجامعات الأولى في العالم الإسلامي ومن أقدم المساجد في تونس بعد مسجد القيروان. للإشارة فإن مقر الهيئة العلمية لجامع الزيتونة قد تم فتحه يوم 31 مارس الفارط تنفيذا لحكم قضائي كان قد صدر عن المحكمة الابتدائية لتونس العاصمة يوم 19 من نفس الشهر. يذكر أن جمعية قدماء جامع الزيتونة والمركز المغاربي للوحدة والتنمية والجمعية التونسية للمحافظة على المساجد وصيانتها رفعوا قضية استعجالية إلى المحكمة الابتدائية بتونس بتاريخ 19 مارس لإعادة فتح أبواب مقر الهيئة العلمية بجامع الزيتونة.. وكان السيد علي اللافي المستشار بوزارة الشؤون الدينية التونسية قد أكد أن الهيئة العلمية ستستأنف دورها المتمثل خاصة في تدريس العلوم الشرعية وإسناد الشهادات في هذا المجال مذكرا بان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة قد ألغى التعليم بجامع الزيتونة بينما أعاد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي فتح الهيئة العلمية ليقرر إغلاقها من جديد بعد مرور 8 أشهر. كما بين بدوره الشيخ محمد بن عمر مدير جمعية قدماء الزيتونة أن التعليم في جامع الزيتونة سيكون ''عصريا جامعا'' وسينطلق علماء الزيتونة في تكوين المكونين لنشر العلم والمعرفة ''على أسس صحيحة''.