احتضن فندق الشيراطون بوهران أمس وقائع الملتقى الجزائري الفرنسي الثالث حول إنتاج الحبوب وكيفيات معالجتها من اجل تحسين الإنتاج ورفع المردودية وذلك بحضور العديد من رؤساء التعاونيات الفلاحية ومسيري المطاحن والمهتمين بالقطاع الفلاحي وتطوير الاستثمار فيه قصد التقليل من التبعية الغذائية. الملتقى الذي نظمته الجمعية العالمية لترقية الحبوب الفرنسية يهدف من الجانب الفرنسي إلى مواصلة تعزيز التواجد الفرنسي في الجزائر من خلال العمل المتواصل للحفاظ على المكانة الأولى في مجال التصدير نحو الجزائر كما جاء ذلك في المداخلة التي ألقاها رئيس الجمعية السيد جان بيار لانقولوا بيرتلو زيادة عن الكلمة التي ألقاها القنصل الفرنسي بوهران السيد جان لويس سوريانو الذي أكد أن بلاده تعمل على استمرار هذا التواجد في مجال تصدير القمح اللين والصلب والشعير وكل أنواع الحبوب التي تحتاجها الجزائر موردا مثالا حيا في هذا المجال والمتعلق بكمية القمح المصدر من فرنسا إلى مختلف دول العالم خلال السنة الماضية والتي قدرت ب15 مليون طن تم تصدير خمسة ملايين طن منها إلى الجزائر موزعة كالتالي 5,3 ملايين طن من القمح اللين و5,1 مليون طن من القمح الصلب وبذلك يمكن اعتبار السوق الجزائرية من أهم الأسواق العالمية بالنسبة للمنتجين الفرنسيين الذين أصبحوا يأخذون في الاعتبار عامل التصدير إلى الجزائر واقفين بذلك أمام كل المتنافسين من مختلف دول العالم لا سيما كندا والبرازيل والأرجنتين وروسيا وأوكرانيا لتقديم أحسن العروض للمستهلك الجزائري. وقال رئيس جمعية ترقية الحبوب الفرنسية أن فرنسا لا يمكنها أن تفرط في السوق الجزائرية لعدة اعتبارات أهمها قرب المسافة وإمكانية الاستجابة للطلبات الجزائرية في حينها عكس الدول الأخرى التي لا تستطيع أن تنافسنا في هذا المجال، موردا في ذلك مثالا حيا أن الجمعية الفرنسية بإمكانها الالتزام في كل الحالات حتى في الفترة التي عرفت فيها فرنسا حالة غير مسبوقة من الجفاف في السنوات الماضية ومحاولة العديد من بلدان البحر الأسود استغلال الوضع بسبب إنتاجها الوفير والنوعي، إلا أن الأمور مشت كما يجب بالنسبة للجانب الفرنسي الذي عرف كيف يحافظ على أسواقه التقليدية التي سبق له التعامل معها. أما بخصوص المداخلات التي تم تسجيلها فقد حاولت فيها السيدة كريستين بار خبيرة بمعهد النباتات الفرنسة إظهار نوعية وقيمة الحبوب الفرنسية التي يتم معالجتها في المخابر قبل القيام بعملية الزرع محاولة كذلك إبراز أهمية مختلف الأسواق العالمية بالمنتوج الفرنسي فيما يتعلق بالقيمة الغذائية التي يوفرها إلى جانب الرهانات العالمية التي تحاول زعزعة الأسواق الثابتة والتقليدية المعروفة وهو الأمر الذي تدافع عنه كل دولة انطلاقا من الدفاع عن مصالحها التجارية والاقتصادية باعتبارها من الأمور الحيوية والاستراتيجية لإبقاء الهيمنة على الأسواق المفتوحة ومن ثم العمل على توفير الإنتاج الممكن محليا وعالميا وفق ما تقتضيه الأسواق المحلية والعالمية، وأبرزت في ذلك الأهداف المتوخاة الواجب تحقيقها من خلال التفاعل الايجابي مع كل المتغيرات الممكنة في تحديد الأسعار وفق قوة الإنتاج ونوعية المنتوج وهو نفس الأمر الذي حاول معالجته السيد فيليب روسال في مداخلته المتعلقة مختلف المراحل التي يتم معالجتها في إنتاج الخبز من أولى عمليات البذر والزرع إلى الاستهلاك، مبرزا الأهداف التكنولوجية المرتبطة بأقلمة نوعية الحبوب بالعديد من الخصوصيات ذات الصلة المباشرة بالإنتاج النوعي وعلاقته بالقيمة الغذائية للفرد أما السيد دافيد ويلار هو أيضا خبير في معهد النباتات فقد حاول في مداخلته التطرق إلى تأثير الأسواق العالمية في عامل الاستهلاك ومن ثم تأثيره على الإنتاج ونوعية المردود ومخاطر هذا التحول في الاقتصاديات العالمية، خاصة تلك المعتمدة أساسا على نوع معين من الحبوب كالقمح اللين أوالصلب أوالشعير أوالذرة.