كشفت، أمس، الدكتورة بوشاوشي ممثلة وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أن البرنامج الوطني لصحة الأسنان والفم بالوسط المدرسي لم يبلغ الأهداف المسطرة. وأوضحت المتحدثة على هامش مداخلتها بقاعة اوديطوريوم بمستشفى نذير محمد بتيزي وزو، الذي احتضن اليوم الدراسي الوطني الرابع حول ''جراحة الآسنان''، الذي عرف مشاركة أطباء في مجال طب الأسنان من ولايات تيزي وزو، البليدة، العاصمة وعنابة، أن وحدات المعاينة والمتابعة الموجودة عبر تراب الوطن لم تتمكن من المتابعة الصحية لأزيد من 25 بالمائة من الحالات التي عينت بالمنشآت التربوية، مغتنمة الفرصة لعرض حصيلة البرنامج بعد 10 سنوات من انطلاقه، والتي تشير إلى ارتفاع عدد وحدات التشخيص والمتابعة بالوسط المدرسي من 1200 إلى ,1700 حسب الأرقام المسجلة لدى الوزارة حاليا، كما أضافت أن 10 بالمائة من وحدات الكشف والمتابعة بالمدارس مدعمة بآرائك طب الأسنان ليرتفع العدد إلى 30 بالمائة. وتأسفت المتحدثة -في سياق متصل- من أنه ورغم تحقيق نوع من التغير، إلا أن البرنامج خرج عن هدفه في مجمل ولايات الوطن رغم الحاجة له نظرا للأرقام المسجلة والتي تشير إلى أن 9 تلاميذ من 10 يعانون من التسوس. من جهته؛ تناول الدكتور عميش من القطاع الصحي للعاصمة بداية فكرة ''البرنامج الوطني لصحة الفم والأسنان بالوسط المدرسي'' التي تعود ل 1994 بولاية عنابة على هامش تنظيم ملتقى حول ''الصحة المدرسية''، حيث كانت الجزائر أول بلد يجسد هذا البرنامج والذي سخرت له العديد من الإمكانيات لكنه فشل، مشيرا إلى المساعي التي تبذل من أجل استدراك الوضعية ومحاربة تسوس الأسنان بالوسط المدرسي. فيما انصب تدخل الدكتور ماديو من مديرية الصحة بولاية تيزي وزو حول عرض تجربة تيزي وزو في هذا المجال والتي فشلت بدورها في تحقيق الهدف، مشيرا إلى أنه تمت معاينة 95 بالمائة من المتمدرسيين المعنيين بحالة التسوس وعددهم 208068 تلميذ، غير أن 30 بالمائة منهم فقط استفادوا من المتابعة بدلا من 50 بالمائة كل 5 سنوات كما كان مبرمجا، مذكرا بالإمكانيات المادية والبشرية المسخرة لتوسيع العملية، حيث سيتم تدعيم الولاية ب 11 وحدة إضافية ستعمل إلى جانب 40 وحدة كشف ومتابعة 40 الموزعة على 32 بلدية على أمل توسيعها بتراب الولاية. وانصب تدخل المشاركين في هذا اليوم الوطني الرابع حول جراحة الآسنان على أهمية التكوين والتحسيس وكذا الوقاية من أخطار إهمال الاهتمام بالأسنان بعرض نتائج ذلك بالاستدلال بحالات مرضية تم التكفل بها، ودراسات تقنية، حيث قال مدير المركز الاستشفائي لتيزي وزو السيد زيزي في مداخلته على هامش افتتاح أشغال هذا اليوم الدراسي ''إن هذا اليوم الوطني الرابع حول جراحة طب الآسنان'' يدخل ضمن مختلف البرامج التي ينظمها المستشفى والأيام الدراسية والتي تهدف إلى التكوين. وقد أثري هذا اليوم الدراسي بجملة من المداخلات ومنها ''طب الأسنان والمسؤولية الطبية''، حيث شرحت الطبيبة مسحلي كلتوم من ولاية البليدة بعض النقاط التي يجب على طبيب الأسنان معرفتها، لا سيما ما تعلق منها بالخطأ الطبي ومسؤولية الطبيب إزاء ذلك ووجهة نظر القانون لهذا الخطأ الطبي، ومواضيع أخرى منها أمراض الظهر التي يعاني منها أطباء الأسنان التي كانت وراء 150 ألف حالة توقف عن العمل للأطباء بفرنسا بمعدل 33 يوم لكل حالة، ويرتقب أن تنطلق قريبا بالجزائر دراسة معمقة لمعرفة وضعية أطباء الأسنان الذين كان عددهم في 1962 يقدر ب 5 أطباء فقط ليتزايد العدد فيما بعد.