تحسين نوعية الخدمات مرهون بتحسين العلاقة بين الطبيب والمريض احتضنت دار الثقافة رشيد ميموني بمدينة بومرداس أول أمس، الملتقى الأول لمجلس أخلاقيات طب الأسنان لولايات تيزي وزو، بجاية، البويرة وبومرداس، وذلك تحت شعار ''من أجل طب أسنان ذي نوعية'' وجمع أكثر من 300 مشارك ناقشوا عدة مواضيع من بينها نظافة عيادة الجراح، وإشكالية ترسيخ ثقافة الوعي بأهمية صحة الفم والأسنان. أوضح المشاركون في اللقاء العلمي الأول لجراحي الأسنان ببومرداس أن نقص عامل الوعي الصحي لدى المواطنين بصحة الفم والأسنان يعتبر إشكالا حقيقيا يساهم في الانتشار الكبير لظاهرة تسوّس الأسنان التي تشير الإحصائيات بشأنها إلى أنها تمس قرابة 90 % من تلاميذ الابتدائيات، وهي نسبة كبيرة جدا ومخيفة كون التسوس إن لم يتم معالجته في بدايته سينجر عنه عواقب وخيمة على المدى البعيد لعلّ أخطرها أمراض الجهاز العصبي والهضمي على السواء. ويرجع المختصون استفحال مثل هذه النسبة الكبيرة لتسوّس أسنان التلاميذ إلى انعدام الوعي بأهمية صحة الفم والأسنان، وكذلك إلى ضعف دور مراكز الصحة المدرسية والعيادات العمومية المتعددة الاختصاصات التي لا تركز كثيرا على موضوع الوقاية وأهمية التحسيس بمخاطر تسوس الأسنان بحسبما كشفه الدكتور معمري رشيد في حديث له مع ''المساء'' على هامش اللقاء العلمي. وأضاف بقوله: ''هناك إشكال حقيقي فيما يخص التسوس ولابد أن تتظافر جهود القطاعين العمومي والخاص للقضاء عليه أو على الأقل الحد من انتشاره بالتأسيس لثقافة العناية بصحة الفم''. ويواصل بالشرح فيقول إن ''فقدان أحد الأسنان يعني المزيد من أمراض الجهاز الهضمي ناهيك عن الناحية الجمالية، فإذا فقدت الأسنان الأمامية ينتاب صاحبها حالة نفسية مضطربة كالخجل عند الضحك، بعبارة أخرى يعني فقدان ابتسامتك وهذا أمر مشين يمكن تلافيه بقليل من الوعي والاعتناء بنظافة الفم''. ومن جهة أخرى، أرجع المختص الخوف من طبيب الأسنان كظاهرة مستفحلة في مجتمعنا إلى ''نقص الثقة بين المواطن وجراح الأسنان، فهذا الأخير إن لم يلتزم بقواعد النظافة الصحية السليمة سواء في عيادته أو في العتاد الطبي المستخدم فإنه لا محالة سيخسر ثقة الزبون''. والجدير بالإشارة أن اليوم الدراسي العلمي الأول الخاص بطب وجراحة الأسنان قد شهد مشاركة أكثر من 300 مشارك ما بين أطباء وجراحي الأسنان ومختصين فنييّن وممثلين عن بعض المخابر الوطنية والأجنبية الفاعلة في هذا الميدان. وقد حدثنا الدكتور عبد الحكيم تواتي طبيب جراح أسنان من برج ميرة بولاية بجاية والقائم على تنظيم هذا اللقاء العلمي بالقول أن هذا اللقاء قد اختير له موضوع ''من أجل طب أسنان ذي نوعية'' ويهدف إلى تكوين ورسكلة أطباء القطاع:، في وقت اعترف الدكتور الياس باكوري رئيس مجلس أخلاقيات طب الأسنان لولاية تيزي وزو في حديثه ل''المساء'' بحقيقة وجود مشاكل كثيرة تعترض عمل أخصائيي طب الأسنان الذين يعملون وفق الوسائل المتاحة، غير أن هذا لم يمنع المختص من توجيه نداء لكل أطباء وأخصائيي الاختصاص إلى ضرورة العمل الجاد لتخطي كل المشاكل وتحسين العلاقة بين طبيب الأسنان والمريض. والجدير بالذكر أن مجلس أخلاقيات طب الأسنان لولايات تيزي وزو والبويرة وبجاية وبومرادس يحصي 1517 طبيبا جراح أسنان ينشط أكثريتهم بولايتي بجاية وتيزي وزو بحسب الدكتور باكوري الذي أكد لنا أن المجلس لم يسجل أي متابعة تأديبية تجاه الأطباء المسجلين جراء أخطاء طبية أو غيرها.