يحتفل المتحف الوطني للآثار القديمة باليوم العالمي للمتاحف المصادف للثامن عشر ماي، حيث ينظّم بفضائه معرضا يضم تحفا وقطعا أثرية تعود إلى الحقبتين الإسلامية والقديمة، وبغية مسّ أكبر شريحة من المجتمع، قام منظّمو المتحف بتنظيم معرض ثان بمركز التسلية العلمية (وسط العاصمة)، يضمّ صورا عن بعض التحف المعروضة ويستمر إلى ما بعد غد. وبهذه المناسبة، أشارت الآنسة خريسي نادية من مصلحة التنشيط بالمتحف الوطني للآثار القديمة، ل ''المساء''، إلى أنّ المعرض المُقام بمركز التسلية العلمية تحت عنوان ''التعريف بالهوية الوطنية الجزائرية من خلال التحف القديمة''، يعرض صورا عن أهم التحف والقطع الأثرية التي يحتفظ بها المتحف والمنتمية إلى الفترة القديمة (الليبية، النوميدية، البونيقية، الموريتانية، الرومانية، الوندالية والبيزنطية)، وكذا تلك التي تعنى بالفترة الإسلامية (الأموية، العباسية، الرستمية، الزيرية، الحمادية، المرابطية، الحفصية، المرينية وآخر فترة الأمير عبد القادر). مضيفة أنّ المحافظين بالمتحف قاموا بانتقاء بعض التوابيت الحجرية والنصب التذكارية والنقود التي تعبرّ بكلّ دقّة عن الفترتين القديمة والإسلامية بالجزائر، وبالضبط عن الهوية الجزائرية من جهة، وبسالة ومقاومة أبنائها من جهة أخرى. وأضافت المتحدّثة، أنّ المعرض هذا يضمّ صورا عن بعض التحف المعروضة بالمعرض المقام بالمتحف بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، بالإضافة إلى تحف أخرى تحتضنها قاعات المتحف على الدوام، ومن بين صور التحف المعروضة في المعرض المؤقّت للمتحف، نجد كتابة تذكارية للجامع البراني (1817-1818)، لوحة عقد مهر العروس من جبل مراتة بتبسة (القرن الخامس ميلادي)، أداة سحق الزيتون من منطقة الحاجب بالبرواقية (الفترة الرومانية) وقطع نقود تعود إلى فترة الأمير عبد القادر، وكذا نصب ابيزار من القبائل الكبرى (فجر التاريخ) وإناء قوراية من الفترة اليونانية (القرن الثالث قبل الميلاد). أمّا صور التحف المعروضة والتي التقطت من قاعات المعارض الدائمة بالمتحف، فمن بينها قندورة من غرداية (القرن العشرين) ومصحف، حبس على الجامع الكبير من طرف عبدي باشا (العاصمة 1735م)، فسيفساء خزفية من المدرسة التشفينية (تلمسان 1319م)، مدّ وهو مكيال للزكاة من تلمسان (1331-1348)، منبر الجامع الكبير من العاصمة (القرن الحادي عشر ميلادي)، نقود الأمير عبد القادر وتابوت معجزات المسيح من دلس بومرداس (القرن الرابع ميلادي)، تمثال ''ليفيلا'' من شرشال (القرن الثالث ميلادي)، نصب لفارس نوميدي من باب الوادي (الفترة الرومانية)، جرة ''تانيت'' (القل، القرن الخامس قبل الميلاد) ومصابيح زيتية من قلعة بني حماد (المسيلة 11-12ميلادي). وتمّ بهذا المعرض أيضا، عرض الملصقات المتعلّقة بالمعارض والورشات التي أقيمت سابقا بالمتحف الوطني للآثار القديمة، مثل ''من إيكوزيوم إلى الجزائر''، ''الجزائر.. تراث وحضارة''، ''ورشة لتعليم تقنيات الفسيفساء''، ''دورة تدريبية إقليمية لتكوين متحفيين في دول المغرب العربي'' وأيضا ''الصناعات المعدنية الإسلامية''، علاوة على معارض نُظّمت في فضاءات أخرى مثل ''كتامة والحضارة الفاطمية'' بقصر الثقافة ''مفدي زكريا". كما تمّ أيضا عرض مجموعة من الكتب المتعلّقة بالتراث مثل ''الجزائر، تراث وحضارة''، ''جامع الكتابات الأثرية العربية''، ''جامع المسكوكات العربية الإسلامية بالمتاحف العربية''، ''الفينيقيون في الجزائر، طرق التجارة في البحر المتوسط وإفريقيا السوداء''، بالإضافة إلى عرض مجموعة من حوليات ونشريات المتحف.