بمناسبة اختتام شهر التراث واليوم العالمي للمتاحف، يحتضن المتحف الوطني للآثار القديمة منذ أول أمس وإلى غاية 18 أوت القادم، معرضا بعنوان »الجزائر تراث وحضارة من خلال مجموعات المتحف الوطني للآثار القديمة«. يتضمن المعرض مجموعات أثرية من الرخام والفخار والعملات المعدنية والمخطوطات والنسيج والصناعات المعدنية والخشبية من مختلف العصور والفترات التاريخية والحضارية التي مرت بها الجزائر، بدءا من الفترة الليبية والبونية، النوميدية، الموريتاينة، الرومانية، الوندالية والبيزنطية، مرورا بالحضارة الإسلامية التي احتوت عصر الولاة، الدولة الرستمية، الزيرية، الحمادية، المرابطية، الموحدية، الزيانية، الحفصية، المرينية والعثمانية، وصولا الى دولة الأمير عبد القادر. المعرض مدعم بشاشة تبث أهم المواقع الأثرية الخاصة بمختلف العصور والفترات التاريخية، ويحاول الكشف عن الحضارات التي تعاقبت على الجزائر منذ فجر التاريخ والتي بقيت شواهدها الى الآن. من بين الحضارات التي يبرزها المعرض، الحضارة الليبية التي شيدت بألف سنة قبل الميلاد والتي يقدم المعرض منها نصبي »كرفالة« و»أبيزار« اللذين يحملان ملامح الحياة اليومية للسكان المحليين بما في ذلك الكتابة الليبية. هناك أيضا الفينيقيون الذين امتزجوا مع السكان المحليين لبناء الحضارة البونية وتعتبر مدينة فونوقو (قورايا) من أشهر مدنهم. توجد أيضا الممالك النوميدية التي سكنت مناطق امتدت من قرطاج شرقا حتى وهران غربا، مرورا بسيرتا وسطيف والعاصمة، وطبعا كان ماسينسيا من أشهر ملوكها. مدينة إيول (شرشال) في القرن الأول قبل الميلاد، كانت عاصمة للمملكة الموريتانية ومن أشهر ملوكها يوبا الثاني الذي ضاهت عاصمته مدينة روما من حيث العمران والثقافة والاقتصاد. يتوالى عرض الحضارات القديمة وصولا الى الفتح الإسلامي وما عرفته الجزائر من حكم سياسي تابع للدولة الأموية فالعباسية، باعتبارها ولاية من ولايات الخلافة. وتبرز المعرض قطعة من الحجر الجيري عليها كتابات كوفية وجدت بمدينة باغاية (خنشلة). أول دولة جزائرية مستقلة عن الخلافة كانت الدولة الرستمية القرن 776م وعاصمتها تيهرت، ثم جاءت الدولة الفاطمية التي وصلت حتى مصر بفضل أبناء كتامة البربرية، ثم الدولة الصنهاجية بمدينة أشير بالمدية، فالحمادية، وصولا الى الدولة المرابطية التي عرض لها منبر الجامع الكبير (1097م)، وهكذا حتى الحكم العثماني الذي استمر 3 قرون، حيث اصبحت الجزائر سيدة المتوسط، لتظهر بعدها الدولة الجزائرية الحديثة التي أسسها الأمير عبد القادر.