تواصل الدول الغربيةوإيران لليوم الثاني على التوالي محادثاتهما، التي انطلقت أمس بالعاصمة العراقية بغداد، في مسعى للتوصل إلى أرضية توافقية بهدف احتواء ملف الأزمة النووية الإيرانية. وشهد اليوم الأول من هذه المحادثات طرح كل طرف لمقترحاته ضمن صراع يريد من خلاله كل طرف تمرير منطقه الذي يعتبره الأنسب لتسوية أزمة نووية مستمرة منذ سنوات. وكانت المعلومات، أمس، شحيحة بشأن ما تضمنه العرض الإيراني، حيث اكتفى أحد أعضاء الوفد الإيراني المفاوض والذي رفض الكشف عنه هويته بالقول إن بلاده عرضت مقترحا يتضمن خمسة نقاط على أساس معاهدة منع الانتشار النووي ضمن مبدأ الخطوة - خطوة ومبدأ التبادل المتوصل إليه خلال محادثات اسطنبول التركية. من جانبها؛ حملت الدول الغربية مجموعة من المقترحات وصفتها بالجديدة واعتبرت أنه من شأنها أن تشكل بداية لانفراج أزمة نووية مستمرة منذ سنوات في حال وافقت عليها طهران. ورغم أن مايكل مان، المتحدث باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، استبعد إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي خلال هذه الجولة الجديدة من المحادثات فإنه عبر عن تفاؤله في مواصلة مسار تفاوضي يمكن أن يقود إلى احتواء هذه الأزمة. ولم يشأ المسؤول الأوروبي الخوض في تفاصيل المقترحات التي وضعتها ''مجموعة 5+''1 على طاولة التفاوض، لكنه أكد أنها تبقى جد هامة بالنسبة لإيران وأعرب عن آماله في أن تبدي هذه الأخيرة ردا إيجابيا على هذه المقترحات. وقال ''لدينا عرض جديد يعالج بواعث القلق المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني... ونأمل من الإيرانيين أن يقدموا ردا إيجابيا على عرضنا''. ومن بين المقترحات التي كشف عنها مايكل مان تلك التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي إلى إيران والمتضمنة تخفيض طهران تخصيب اليورانيوم من 20 بالمائة إلى 5 بالمائة مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها. وكان مراقبون أشاروا إلى أن القوى الكبرى ستحاول إقناع إيران بخفض تخصيب اليورانيوم ونقل ما خصبته خلال السنوات الماضية إلى دولة أخرى والتوقيع على البروتوكول الإضافي، فيما ستحاول إيران -من جانبها- إقناع الدول الكبرى بضرورة تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. وفي انتظار معرفة الرد الإيراني على المقترحات الغربيةالجديدة؛ جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التأكيد على سلمية برنامج بلاده النووي وقال ''إن إنتاج واستخدام أسلحة الدمار الشامل مناهضة للدين وليس لها أي مكان في عقيدة دفاع جمهورية إيران الإسلامية''. وكان كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي قد أعرب عن آماله في أن تتم مفاوضات بغداد على ''أساس التعاون البناء'' الذي اعتبره بمثابة نقطة انطلاقة لمرحلة جديدة في العلاقات بين الدول الغربيةوطهران، وقال ''نشعر بأن الغرب قد فهم أن الوقت غير مناسب لاستخدام استراتيجية الضغط''. ونفس موقف التفاؤل عبر عنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال إنه ''نشعر بوضوح وبعد الاتصالات الأولية أن الإيرانيين على استعداد لإعطاء موافقتهم على إجراءات ملموسة''. ويرى رئيس الدبلوماسية الروسي أن ''إيران قامت بخطوة تجاه الاستجابة لمطالب المجموعة الدولية، هذه الأخيرة التي قامت بدورها بخطوة باتجاه تليين العقوبات المفروضة على إيران''. للإشارة؛ فإن اجتماع بغداد جاء بعد محادثات اسطنبول منتصف أفريل الماضي والتي كانت الأولى من نوعها منذ 15 شهرا. وعقد في قصر الضيافة التابع لرئاسة الوزراء العراقي في المنطقة الخضراء المحصنة ببغداد وسط إجراءات أمنية مشددة شملت نشر آلاف الجنود وعناصر الشرطة في مناطق شمال بغداد، غربها وجنوبها.