احتضنت دار البيئة لمدينة تبسة على مدى 04 أيام، الدورة التكوينية الثانية لمؤطري النوادي الخضراء بالمؤسسات التربوية، أشرف على تنظيمها المعهد الوطني للتكوينات البيئية في إطار استراتيجية يسعى إلى تطبيقها بهدف استحداث إطار وفضاء يؤسس لثقافة بيئية تربوية لدى الطفل داخل المؤسسات التربوية، وتعميم التربية البيئية للتلاميذ وتحسيسهم بكيفية المحافظة على المحيط البيئي، بمشاركة مؤطري النوادي الخضراء المتواجدة عبر إقليم بلديات الولاية والمقدر عددها بحوالي 265 ناديا أخضر على مستوى المؤسسات التربوية. وتهدف هذه الدورة أساسا إلى تأطير وتأهيل المسؤولين على تسير هذه النوادي، تشمل مداخلات ومحاضرات أطرها أساتذة مختصون في المجال البيئي من المعهد الوطني للتكوينات البيئية ومديرية البيئة، تضمنت محاور عديدة في مجال التربية البيئية داخل الوسط التربوي وفق برنامج تم ضبطه لفائدة النوادي الخضراء، لضمان التربية البيئية لتلاميذ الأطوار الثلاثة والتعليم المهني وقطاع الشباب والرياضة، وتهدف إلى تلقين الأطفال وتوجيههم لمعرفة أهمية المحيط البيئي ودور البيئة في الفضاء التربوي. كما نظمت دار البيئة بالتنسيق مع جامعة تبسة، يوما دراسيا حول التنوع البيولوجي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي المصادف ل23 ماي، لفائدة طلبة الجامعة وبعض الإطارات الفاعلة المهتمة بالمحيط البيئي، أشرف على تنشيطه أستاذان جامعيان مختصان في التنوع البيولوجي، وقد أكدت لنا الأستاذة جلاب سهام وهي أستاذة جامعية تخصصت في بيئة وفيزيولوجيا الحيوان، أن موضوع محاضرتها التي ألقتها في هذا اليوم الدراسي يدور حول ما هو التنوع الحيوي البيولوجي والتعريف به وكيفية المحافظة على هذا التنوع والتسيير البيئي الحكيم، والتي كانت تهدف إلى توعية الأشخاص بأهمية المحافظة على البيئة والتنمية المستدامة. من جهتها، أكدت الآنسة ميدة لمياء مديرة دار البيئة بولاية تبسة، أن دار البيئة تعتبر فضاء توعويا يعمل تحت إشراف وتوجيهات الوزارة الوصية، وهي تسعى جاهدة إلى التحسيس بضرورة المحافظة على المحيط البيئي وذلك من خلال تنظيمها لخرجات ميدانية تمس الطلبة وتلاميذ المدارس، وهو ما يدخل في إطار نشر التوعية والتربية البيئية في الوسط المدرسي. مضيفة أن هذه الخرجات الميدانية تكون متنوعة فمن مركز الردم إلى مشتلة عين زروق، سد صفصاف الوسرى، منطقة يوكوس القديمة بالحمامات، المناظر الطبيعية وحديقة الطيور ببلدية بكارية، منطقة قسطل الأثرية، وغيرها من الأماكن الهامة التي تهتم بالجانب البيئي والمحافظة عليه، كما يتم حسب الآنسة ميدة لمياء تنظيم حملات نظافة خاصة في الأسبوع البيئي يقوم بها الأطفال، يتم من خلالها تعليمهم كيفية رسكلة النفايات وتحويلها إلى أشياء مفيدة (الأشغال اليدوية)، والأهم من ذلك، أن دار البيئة شكلت فريقا من الأطفال يطلق عليهم فرسان البيئة ينتمون إلى النادي الأخضر الخاص بدار البيئة الذي يضم 25 طفلا يقومون بأشغال يدوية وتعليمها لأطفال المدارس من خلال ورشات عديدة منها ورشة البستنة، الرسم وغيرها... وقد اختتمت مديرة دار البيئة حديثها بدعوة الجميع من مسؤولين وإطارات وتلاميذ وطلبة ومواطنين، إلى المحافظة على البيئة والمساحات الخضراء، كما اكدت استعداد مصالح دار البيئة لتنظيم أية مبادرة تدخل في إطار تحسيس المواطن بأهمية المحافظة على المحيط البيئي.