شدّد المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي على ضرورة تحديد المسؤولين الحقيقيين عن حادث الانفجار الذي هز الإقامة الجامعية ''بختي عبد المجيد'' بتلمسان وتسبب في وفاة 8 أشخاص وإصابة 37 آخرين بجروح ومعاقبتهم، داعيا إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة من اجل تفادي تكرار مثل هذه الكارثة، وتحسين مستوى الجامعات والمعاهد الجزائرية بصفة عامة. وبعد أن عبر عن تأثره العميق للفاجعة التي ألمت بالأسرة الجامعية وتقديم تعازيه لعائلات ضحايا الانفجار الذين اعتبرهم ''شهداء المعرفة''، أكد المجلس في بيان له تلقت ''المساء'' نسخة منه أن حادثة الإقامة الجامعية لتلمسان ''تستوقفنا جميعا حول الظروف غير المقبولة التي يعيشها الطلبة في الإقامات الجامعية، بفعل الاستخفاف في تسيير هذه المنشآت الهامة في حياة الطالب وفي مساره التكويني''، مبرزا بعض المظاهر السلبية والدخيلة على المؤسسات والهياكل الجامعية، ومنها حالات اللاأمن وتواجد الغرباء داخل الإقامات الجامعية، حالات اللاأمن التي تصاحب مظاهر تواجد المنحرفين بمحيط هذه الإقامات، إضافة إلى حالات انعدام النظافة، انتشار المخدرات والانقطاعات المتكررة في تزويد الإقامات الجامعية بالمياه والكهرباء. وتأسف المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي للوضعية ''السيئة'' التي وصلت إليها عملية تسيير هذه الهياكل الجامعية التي تخصص لها أموال طائلة تمثل 40 بالمائة من الميزانية العامة المخصصة لقطاع التعليم العالي، مرجعا سبب هذه الوضعية إلى غياب الصرامة في التعامل مع مسيري المؤسسات والهياكل الجامعية في بلادنا. ودعا في سياق متصل إلى ضرورة ''تطهير القطاع وإصلاحه وفق أسس صحيحة'' من خلال وضع حد لما وصفه بالبزنسة وترقية مهام تسيير المنشآت الجامعية بشكل يجعل مستوى التكفل بالطالب في مستوى الميزانيات الضخمة التي تخصصها الدولة لهذا المجال. ودعا المجلس في الأخير الأساتذة الجامعيين إلى التوقف عن العمل غدا الأربعاء لمدة نصف يوم، وتسجيل اعتصامات أمام إدارات المؤسسات الجامعية، تعبيرا عن رفض استمرار حالة اللاعقاب مع الأخطاء المرتكبة في تسيير المنشآت الجامعية. على صعيد آخر، علم من المؤسسة الصحية الجامعية لتلمسان أمس أن تسعة طلبة ممن أصيبوا في انفجار الغاز بالإقامة الجامعية ''بختي عبد المجيد'' بتلمسان غادروا مساء أول أمس قسم الجراحة العامة للمستشفى، بعد تماثلهم للشفاء. وأكد مدير النشاطات الطبية وشبه الطبية للمستشفى أن ولاية تلمسان وضعت في متناول الطلبة الجرحى الذين يغادرون المستشفى تدريجيا، كل الوسائل لنقلهم إلى ولاياتهم وتسهيل التحاقهم بأهلهم، مشيرا إلى أن الطلبة الذين بقوا يتلقون العلاج النفسي بنفس القسم وعددهم 11 طالبا، من المقرر أن يغادروا المستشفى بعد الاطمئنان التام على صحتهم، فيما ذكر نفس المصدر أن ثلاثة من المصابين يوجدون بمصلحة الإنعاش في حالة خطرة ويتلقون العلاج المركز. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس قد أعطى خلال تفقده للجرحى السبت الماضي تعليمات للطاقم الطبي المشرف على العلاج من أجل إبقاء المصابين أياما إضافية لتقديم لهم العلاج النفسي ومساعدتهم على تجاوز الصدمة. وللتذكير؛ فقد تسبب حادث انفجار الغاز الذي شهدته الإقامة الجامعية ''بختي عبد المجيد'' لتلمسان يوم الجمعة الماضي في وفاة 8 أشخاص وإصابة 37 طالبا بجروح متفاوتة الخطورة حسب حصيلة الحماية المدنية.