بن عيسى يجدد استعداد الجزائر لتبادل المعارف لحماية الأراضي الفلاحية أشاد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، السيد لوك غناكاجا، أمس، بالتجربة الجزائرية في مجال مكافحة التصحر، الأمر الذي جعل هيئة الأممالمتحدة تختار الجزائر لاحتضان ورشة جهوية للإعلام حول تدهور الأرض، التصحر والجفاف لصالح وفد صحفي يمثل إفريقيا خلال المؤتمر العالمي للتنمية المستدامة ''ريو+ ,''20 كما دعا المسؤول مختلف وسائل الإعلام إلى تنسيق جهودها مع المنظمة بغرض استقطاب اهتمام حكومات دول العالم لبحث فرص مكافحة التصحر والجفاف في تقليص ظاهرة تدهور الأراضي إلى نسبة الصفر في حدود .2030 ولدى إشراف الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر رفقة كل من وزيري الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، الاتصال السيد ناصر مهل على افتتاح الورشة الجهوية المخصصة ل 19 صحفيا متخصصا من عدة دول افريقية منهم 5 صحفيين جزائريين، دعا الحضور إلى الاطلاع جيدا على التجربة الجزائرية الرائدة في مجال مكافحة التصحر والجفاف، مشيرا إلى ان توقعات هيئة الأممالمتحدة تتحدث عن ارتفاع عدد سكان العالم في حدود 2030 إلى أكثر من 9 ملايير نسمة منهم 2 مليار بالقارة السمراء وحدها، وهي التي تعاني اليوم من عدة مشاكل تتعلق بتدهور الأراضي وانتشار الجفاف والفقر الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا سريعا لإصلاح الموقف وجعل القارة من بين اكبر الدول الداعمة للنمو الاقتصادي بالنظر إلى عدد سكانها والطاقات التي تتوفر عليها. من جهته، استحسن وزير الاتصال السيد ناصر مهل مشاركة الإعلام في عمليات التحسيس والكشف عن أخطار الجفاف والتصحر، مؤكدا أن عمل الإذاعات المحلية سيتجه مستقبلا في هذا الاتجاه بغرض التقرب أكثر من السكان خاصة المناطق الريفية وتعريفهم بمختلف البرامج والمشاريع المقترحة للنهوض بالتنمية المحلية معترفا بوجود تنسيق محكم بين وزارته وقطاع الفلاحة في إطار الإرشاد الفلاحي. وتشير المعطيات التي عرضها وزير الفلاحة السيد رشيد بن عيسي بمناسبة افتتاح الورشة التي ستدوم لغاية نهاية الشهر الجاري، إلى أن الأرض تفقد سنويا 12 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة بسبب ظاهرة التصحر وتدهور وضعية الأراضي وهو ما يخفض من طاقات الإنتاج إلى قرابة 20 مليون طن من القمح يهدد الأمن الغذائي ل 1,5 مليار شخص عبر العالم، علما انه من بين 36 دولة في العالم مصنفة تحت عتبة الفقر هناك 21 دول من القارة الإفريقية وهو ما يمثل 300 مليون إفريقي، ما يعادل ثلث سكان المعمورة. وبمناسبة الورشة عرج الوزير على مختلف البرامج التي اتخذتها الحكومة الجزائرية منذ 50 سنة للحد من زحف الرمال من الجنوب إلى الشمال من خلال انجاز السد الأخضر على مسافة 1600 كيلومتر، بالإضافة إلى إطلاق عدة مشاريع جوارية تهتم بإشراك سكان الريف في التنمية المحلية وحماية الأرض من التدهور وهي أنجع وسيلة حسب الوزير للحد من زحف الرمال واستصلاح الملايين من الهكتارات الصالحة للزراعة، وهي التجربة التي ألهمت اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر والتي تنوي تطبيقها بعدد من الدول الإفريقية بالتعاون مع المنظمة العالمية للزراعة والتغذية ''الفاو'' ولنفس الغرض نظمت زيارة ميدانية للصحافيين المشاركين في مؤتمر ''ريو+ ''20 شهر جوان المقبل لولايتي الجلفة والمدية لعرض التطبيقات الجديدة لمواجهة مخلفات تدهور الأراضي، مع معاينة نجاعة العديد من المشاريع منها ما تعلق بالسد الأخضر على مستوى موقع مجبرة ومساحة المسران لتثبيت الكثبان الرملية وهي التجربة التي كانت محل دراسة من طرف الخبيرة بن دراح زينب التي توصلت إلى تقنية حديثة لتثبيت الكثبان بصفة نهائية. كما استغل الوزير فرصة تنظيم الورشة ليعرض نتائج برنامج التجديد الفلاحي والريفي الذي تم إطلاقه سنة 2009 وسمح بحل العديد من الإشكاليات المتعلقة بالأرض وحمايتها من التدهور، مبديا استعداد الجزائر لنقل الخبرات والمعارف في هذا المجال لبقية الدول الإفريقية الراغبة في الاستفادة منها.