توفي المفكر والفيلسوف الفرنسى المسلم روجيه غارودى أو ''رجاء غارودي بعد اسلامه'' يوم الأربعاء عن عمر يناهز ال98 عاما، في بلدية شينفيير في سور مارن جنوب شرق باريس، حسب ما أعلنته مصادر فرنسية أمس، وسيقام موكب دفن غارودي يوم الاثنين المقبل، بمقبرة بلدية شامبينى- سور- مارن جنوب شرق باريس. وقد لد غارودي في 17 جويلية 1913 بمرسيليا بجنوبىفرنسا، من أم كاثوليكية وأب ملحد، دخل الجامعة في مرسيليا في إيكس أن بروفانس. اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي. وفي عام 1937 عين أستاذا للفلسفة في مدرسة الليسيه من ألبي وصدر أول مؤلفاته عام ,1946 كما حصل على الدكتوراه من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة عام ,1953 ثم الدكتوراه في الحرية من موسكو عام .1954 خلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب لفرنسا الفيشية في الجلفة بالجزائر بين 1940 و.1942 وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان. كان غارودي شيوعيا، لكنه طرد من الحزب الشيوعي سنة 1970 وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي (سابقا)، وبما أنه كان عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، ثم ما لبث أن أشهر إسلامه في 2 جويلية عام 1982 بالمركز الإسلامى في جنيف، ليبدأ نضاله الفكرى والسياسى ضد الحركة الصهيونية العالمية والاحتلال الإسرائيلى في فلسطين. وكانت أول محطات التصادم بينه وبين الصهيونية بعد مذبحة صابرا وشاتيلا في لبنان عام ,1982 حيث نشر مقالة فى صحيفة ''لوموند'' الفرنسية تحت عنوان ''معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان''. وفي عام ,1996 واصل غارودى نضاله الفكرى ضد الاحتلال الصهيونى، بإصدار كتاب ''الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية''، الذي شكك خلاله في أسطورة ''الهولوكوست''، مكذبا بالحجة والدليل المغالطات اليهودية حول عدد الضحايا اليهود في المحرقة النازية، ليلاحقه الجانب الإسرائيلى قضائيا ويصدر ضده عام 1998 حكما بالسجن سنة مع إيقاف التنفيذ من إحدى المحاكم الفرنسية. وأثرى غارودى المكتبة العالمية والعربية والإسلامية بعشرات المؤلفات التي ترجمت للعديد من اللغات، ومن أشهر مؤلفاته بعد إسلامه ''وعود الإسلام، المسجد مرآة الإسلام، الإسلام وأزمة الغرب، فلسطين مهد الرسالات، الولاياتالمتحدة طليعة التدهور، وعود الإسلام، الإسلام دين المستقبل، الإرهاب الغربى، جولتى وحيدا حول هذا القرن، حوار الحضارات، الإسلام وأزمة الغرب''. وعن اعتناقه الإسلام يقول غارودي ''وجدت أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وعبر حياتي كنت أبحث عن معنى معين لم أجده إلا في الإسلام.