توفي، أمس، ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز عن عمر ناهز 79 عاما ثمانية أشهر فقط منذ تعيينه وليا للعهد في المملكة العربية السعودية. وقد بعث رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، جاء فيها ''ببالغ التأثر تلقيت نبأ انتقال المغفور له صاحب السمو الملكي، أخي وصديقي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية، إلى رحمة الله وعفوه وإني أدرك ما يعتصر قلبكم من ألم وما يخيم من حزن في نفوسكم ونفوس أصحاب السمو الأمراء والأميرات في أسرتكم الكريمة، خاصة وذكرى رحيل المغفور له سمو ولي العهد أخيكم الأمير سلطان طيب الله ثراه ما تزال بادية آثارها تدمع بها الأعين وتختلج بها الجوانح ولكني أدرك أيضا مدى قدرتكم على التماسك عند الابتلاء وشدة صبركم في مواجهة الخطوب والأرزاء''، وأضاف رئيس الجمهورية ''ولئن كان رحيل الأمير نايف يعد خسارة كبرى لأسرتكم الكريمة وللمملكة لما تميز به من خصال حميدة ولما كان له من مكانة خاصة لديكم ولدى الشعب السعودي الشقيق تجلت فيما تحمل إلى جانبكم من مسؤوليات جسيمة وما أنيط به من مهام نبيلة أداها على أحسن ما يؤديها خبير متمكن متمرس؛ فوطد تحت رعايتكم الرشيدة أمن المملكة وانتشر السلام في ربوعها والسكينة والاطمئنان في نفوس المواطنين''. ''فإن رحيله يمثل أيضا -يقول رئيس الدولة- خسارة للأمتين العربية والإسلامية قاطبة لما قدمه من أعمال جليلة وخطط جريئة للدفاع عن قضايا أمتنا العادلة. سيحتفظ له الجميع في ذاكرتهم بمكانة متميزة تقديرا وعرفانا بسيرته الحميدة ومسيرته الحافلة بالعطاء والعمل الجاد المثمر''. واسترسل الرئيس بوتفليقة قائلا ''وأمام هذا الابتلاء الذي حل بأسرتكم الماجدة لا يسعني أخي خادم الحرمين الشريفين إلا أن أعرب لكم ومن خلالكم إلى آل السعود الميامين والشعب السعودي الشقيق أصالة عن نفسي ونيابة عن الشعب الجزائري عن أحر التعازي وأخلص مشاعر التعاطف والمواساة داعيا الله الذي وسعت رحمته كل شيء أن يجلل الفقيد برضوانه ومغفرته وأن ينزله منزلا مباركا في جنات النعيم بين الصديقين من عباده والصالحين وحسن أولائك رفيقا، كما أسأله أن يلهمهم صبرا جميلا ويعوضهم في الفقيد خيرا وفيرا وأن يعظم أجركم ويوفي لكم أحسن الجزاء على صبركم أنه سميع مجيب الدعاء''. ''وبشر الصابرين الذين إذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون''. وذكرت قناة ''الإخبارية''، أمس، أنه سيتم دفنه، اليوم، بعد صلاة الجنازة التي ستقام على روحه بعد أداء صلاة المغرب بالمسجد الحرام في مكة المكرمة''.وكانت صحف سعودية قد أكدت أن الفقيد توجه إلى خارج المملكة يوم 26 ماي الماضي لإجراء فحوصات طبية روتينية ثلاثة أشهر بعد عملية جراحية أجريت له في أحد المستشفيات الأمريكية. وعين الفقيد الذي كان يعاني من مرض عضال وليا للعهد قبل ثمانية أشهر وهو ما سيضطر السلطات السعودية إلى تعيين خليفة له من عائلة آل سعود الحاكمة. وتوقعت مصادر سعودية أن يتم اختيار سلمان بن عبد العزيز شقيق الفقيد ووزير الدفاع الحالي والبالغ من العمر 76 عاما لأن يشغل هذا المنصب. وينتظر أن يجتمع مجلس البيعة المتكون من 35 شخصية من عائلة آل سعود تحت رئاسة أكبرهم سنا الأمير مشعل بن عبد العزيز شقيق الملك عبد الله لاختيار ولي العهد بأغلبية أعضائه.وكان الفقيد قد عين وليا للعهد نهاية أكتوبر من العام الماضي خلفا لشقيقه الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز. وشغل الراحل منصب وزير الداخلية منذ 37 عاما والتي أدار حربها ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بيد من حديد، خاصة بعد التفجيرات التي شهدتها المملكة بين سنتي 2003 و2006 وأرغم قياداتها على الفرار إلى اليمن. يذكر أن ولي العهد السعودي الراحل ولد بمدينة الطائف سنة 1933 وعين حاكما لمدينة الرياض وهو لم يتعد سن العشرين قبل أن يصبح نائبا لوزير الداخلية سنة 1970 ووزيرا للداخلية منذ سنة .1975