حققت فرقة إشراق بونة بعنابة نجاحا كبيرا في أدائها للأغنية العيساوية والحضرة، حيث قدمت إضافة للأغنية التراثية التي مازالت العائلات العريقة بعنابة متمسكة بها خاصة في حفلات الختان والأعراس، وقد تعاملت هذه الفرقة الفنية مع شيوخ أغنية المالوف العنابي من بينهم صاحب الكمنجة البيضاء حمدي بناني والفنان ذيب العياشي وياسين عاشوري بالإضافة إلى الفنان مبارك دخلة وكذلك فيصل كاهية. فمشاركة الفرقة مع شيوخ المالوف في الأعراس والمهرجانات الوطنية وكذلك المحلية، زاد من طموحها للتعريف بمختلف الألوان الغنائية القديمة منها الحضرة، وهي حسب المطرب كريم قروزي، مجموعة فرق عيساوة تقرأ فيه الأوراد المستنبطة من العيساوة مربوطة بطقوس الحضرة، حيث تقدم النوبة حسب ما يقدمه شيخ العمل من طابع أو لون فني مثلا طابع زيدان، لحسين، وطابع السيكا، علما أن هذه الألوان والطبوع الفنية تعزز أعراس العائلات العنابية، خاصة عندما يكون عرس رجل حيث تعمد الفرقة الى إضفاء اللباس التقليدي خلال السهرات والقعدات العنابية. تأسست فرقة إشراق بونة كجمعية ثقافية معتمدة بعنابة خلال سنة 2002 حيث شاركت في إنشاء مدرسة للأواسط في الغناء التراثي العنابي، كما كانت لهذه الفرقة عدة مشاركات خلال إحيائها للشهر العالمي للتراث في سنة 2008 و2009، كما حضرت عدة ملتقيات منها ملتقى الحضرة العيساوية، والأغنية الصوفية وقد سجلت عدة حصص تلفزيونية منها أبواب المدينة، صيف البلاد وحصة صباحيات، وقد نجحت هذه الفرقة في أدائها للعيساوة خلال المهرجان الوطني للعيساوة بالمدية في طبعته الأولى 2007. كما شاركت الفرقة في تسجيل عدة حصص تلفزيونية وإذاعية على المباشر ( أبواب المدينة - صيف لبلاد- صباحيات - رمضان زمان - تميقاد 2007- 2009) إنتاج فني للجمعية مع التلفزة الجزائرية لشهر رمضان 2010 - قناة أبوظبي - افتتاح مهرجان مغاربي للشباب - الإذاعة الوطنية. وحسب المطرب كريم فإن الفرقة شاركت في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية خلال السنة الماضية إلى جانب عدة مشاركات أخرى خارج الوطن منها المهرجان المغاربي للشباب بطرابلس كما كانت لها دعوة من المعهد العالي الجهوي للموسيقى والرقص بسانت اتيان فرنسا في إطار تبادل ثقافي بين بلدية عنابةالجزائر وسانت إتيان (فرنسا) مصادفة للشهر العالمي للتراث 2009. وقد تحصلت جمعية إشراق بونة على جائزة أحسن لباس تقليدي لأنها تهتم بالتراث المادي للمنطقة، منها البيت العنابي التقليدي الذي يعد أهم المجسمات التي تجسد لمعمار المدينة القديمة عنابة، وذلك سعيا منها للتعريف بمكونات الأغنية التراثية بعاصمة أبي مروان الشريف، على مستوى محلي ووطني وحتى دولي، ويؤكد كريم قروزي أن الفرقة الغنائية لها أسلوب مميز في الغناء تجتمع فيه عوامل فنية منها أصوات متمكنة في الأداء، إلى مجموعة تعتمد على التدريب المتواصل والمستمر لتحسين قدرات الطاقم الفني وبتنوع في طريقة الإيقاعات العيساوية الخاصة بتراث عنابة، إلى جانب نوبات عنابية خالصة في طبوعها وطريقة أدائها حيث يتداول على الفرقة عدة مشرفين فنيين والآن هي تحت إشراف الفنان ترير يحيى،حيث يعمل هذا الأخير على تعزيز مختلف النشاطات والتعريف بالتراث المحلي، ومن أهم الوسائل التي تستعملها الفرقة في نشاطها الفني، يقول محدثنا كريم قروزي آلات تقليدية منها البنادر أو الدفة، إلى جانب آلة الزرنة والدربوكة وغيرها من الآلات الموسيقية الأخرى. وحسب ذات المتحدث فإن الفرقة تعتمد على نسبة 50 بالمائة من الأداء والصوت لإنجاح سهراتها الفنية وهو الأمر الذي جعلها تفرض نفسها فنيا، علما أن الفرقة تتكون من : عبد الحيكم حجار، الفنان قدادبية ميسوم محمد علي خنفري، عيواز محمد الشريف، لبرش بشير، فتحي بن ناصر، مدادي بدرالدين، حمزة كاتب، جمال بن علي وكريم قروزي .