الطائفة الاسماعيلية وحضرة عنابة تشكلان لوحة عيساوية السهرة الثالثة من تظاهرة خرجة سيدي راشد بقسنطينة كانت من توقيع الطائفة الاسماعيلية من مكناس (المغرب) منبع الطريقة العيساوية، والحضرة العيساوية لمدينة عنابة، حيث شكل هذا الثنائي لوحة عيساوية مغاربية رسمت البعد الصوفي الموغل في عشق الرسول. وكان قصر الثقافة مالك حداد ليلة أو أمس على موعد مع جمهور الحضرة العيساوية الذي تدفق بأعداد كبيرة لمعايشة أجواء التهاليل الربانية في ليلة من ليالي رمضان. الحضرة بدأت بعيطة تجاوبت معها القاعة ثم استهلال مديحي قدمته الطائفة الاسماعيلية بقيادة الشيخ عبد الله لمرابط وتلته بنوبة العراق قبل أن تغرق القاعة في رقص روحاني على وصلات أندلسية، واندمج الفنان لقمرح حميد بطقوس القناوي. وأبدعت الفرقة في تقديم وصلة ملحون على الطريقة العيساوية التي تستعمل كثيرا في المغرب حسب سي عبد الله لمرابط الذي قال بأن ميزة الطريقة العيساوية هي أنها تنهل من كل المنابع التراثية من المقامات والملحون والاستخلاصات وتعتبر مدينة مكناس هي منبع هذا الرصيد الذي تركه الشيخ محمد بن عيسى الكامل أصيل مدينة مكناس. ويظهر من خلال الايقاعات التشابه الكبير بين الطرق العيساوية عبر بلدان المغرب العربي وهذا ما أكدته جمعية الحضرة العيساوية بقيادة لعشيشي جمال، هذه الجمعية رحلت بالجمهور على امتداد ساعة الى رحاب الصوفية في ابعادها الأندلسية حيث أدت تراتيل من وحي العيساوة ومقتطفات من المدائح التي تتميز بها مدينة بونة. ويعتبر مؤسس جمعية الحضرة العيساوية خرجة سيدي راشد السنوية ملتقى روحيا لأتباع العيساوة، وهو يشارك لسادس مرة في هذه التظاهرة التي تبرهن في كل طبعة عن تميزها كما قال ليس من حيث الرصيد التراثي الذي يوضع بين أيدي الشيوخ وإنما اللقاءات بين أتباع الطريقة العيساوية التي تسمح لهم بالتفقه في فهم الأبعاد الصوفية التي يحددها بن عيسى الكامل في رسالته لأتباعه والتي يقول فيها "يا طير الورشان خذ لبرية للشيخ بن عيسى يا ضو عيناي" وهي حسبه تنطوي على معاني بليغة كشفت عنها الجمعية في عرضها من خلال الوصلات والنوبات التي قدمتها وهي كلها في مدح الرسول بعشق صوفي بلا حدود. وقد تجاوب الجمهور مع الطبوع الغنائية التي قدمتها جمعية الحضرة العيساوية على إيقاعات متعددة تختلط أحيانا بالمالوف والشعبي، وهو ما يبرز الخصوصية التي تتميز بها العيساوية العنابية في تكامل الطبوع. والجدير ذكره أن سهرة مماثلة أحتضنها المركز الثقافي بن باديس في نفس التوقيت مع فرقتي العيساوية التراثية من المدية والفنان فيصل دهيمي من مدينة قسنطينة وذلك وفق البرنامج الذي وضعه المنظمون حرصا منهم على إشراك أكبر عدد من عشاق ومحبي هذا التراث في تتبع فعاليات الخرجة في طبعتها التاسعة التي ينتظر أن تختتم اليوم الاثنين بعد خمسة أيام من العروض. ع - مرزوق