نظمت الجمعية الجزائرية لداء السكري يوما إعلاميا لفائدة الأطفال المصابين بالسكري وأسرهم إحياء ليوم الطفل الإفريقي اختير له شعار «التربية الصحية والوقاية من داء السكري «، أكد خلاله المتدخلون على أهمية الوقاية من داء السكري وطريقة الحياة الصحيحة للمصاب بالداء. كما شكّل موضوع التحذير من البدانة لدى المصابين محورا آخر إضافة إلى الحديث عن الغذاء الصحي خلال الموسم الصيفي وحديث عن صيام مرضى السكري. مرة أخرى جدد أخصائيو أمراض الغدد والسكري خلال اليوم الإعلامي والتحسيسي حول الثقافة الصحية لمرضى السكرّي المنتظم بولاية بومرداس أن الأشخاص المصابين بداء السكري لا يجب عليهم أن يعتبروا هذا المرض مصيبة، بل يتعين عليهم إتباع نظام معيشي من خلال التحلي بسلوكيات بسيطة وعقلانية، وأنه عليهم ترك الأفكار الخاطئة المتعلقة بإتباع حمية غذائية صارمة وأن يأكلوا دون أي إحساس بالحرمان. مشددين على ضرورة مكافحة عدم التحرك من خلال تعداد مزايا النشاط الرياضي المنتظم والمعتدل محذرين من أخطار البدانة على الصحة. وتحدث المتدخلون خلال اليوم الإعلامي؛ الموجه بالدرجة الأولى للأسرة التي لها أطفال مصابون بالسكري عن طرق التأقلم مع السكري، واعتبر الدكتور بواب ضياء الدين أستاذ مساعد في أمراض الغدد والهرمونات وداء السكري أنه من الممكن جدّا التأقلم مع هذا المرض «السكري ليس إعاقة وإنما هو خلل هرموني فقط ممكن التغلب عليه بالانتظام في اخذ الدواء وبحياة صحية وغذاء سليم»، وقد عدّد الدكتور أثناء مداخلته العديد من الأسماء العالمية اللامعة في عالم المال والرياضة والشهرة المصابة بمرض السكري مما يترك الانطباع بأنه من الممكن التأقلم مع مرض شرط تقبله وعدم اعتباره إعاقة تستوجب التخفي. «مرض السكري مرض مزمن وملازم للشخص مدّى الحياة ولذلك ينصح بضرورة التعايش أو التأقلم معه من خلال سيطرة المصاب عليه والاستفادة منه كوسيلة لتنظيم الغذاء والوقاية من مضاعفاته الخطيرة وذلك عن طريق التعلّم والوقاية سواء بالنسبة لمرضى السكري أو للأصحاء كذلك»، يقول الدكتور بواب ضياء الدين في حديث مع «المساء». من جهتها اعتبرت البروفسور فريدة منادي لاسيت رئيسة الجمعية الجزائرية للأطفال المصابين بالسكري لولاية الجزائر أن التغذية السليمة أساس التغلب على داء السكري، مشيرة إلى ان الأسرة تتحمل عوّاقب مضاعفات السكري على الأطفال المصابين به واعتبرت التربية العلاجية لهؤلاء الأطفال مهمة جدا للتعايش الايجابي مع مرضهم. كما تقول: «أوجه نداء للأسر؛ حتى تهتم بشكل جدي بتغذية أطفالها المصابين بالسكري فالغذاء هو الأساس بالنسبة لهؤلاء خاصة وأن هذا المرض مزمن ويعيش مع الفرد مدى الحياة، وبأسس تربوية صحيحة ممكن تجاوز مضاعفاته، مع العلم أن السكري هو المرض الوحيد المتوّفر كل أدويته في الجزائر إذا ما قورن بداء السرطان مثلا». وفي مقام آخر تحدثت البروفسور عن الصدمة التي تصيب الوالدين وخاصة الأم عند تلقي خبر إصابة الابن بالسكري «ونعمل بمدرسة التربية الصحية للأطفال المصابين بالسكري بمستشفى بارني على التخفيف من وطأة هذا الخبر عن طريق التقاء عدة أسر فيما بينها وكل واحدة تعرض تجربتها في التأقلم والتعايش مع السكري»، تقول محدثة «المساء» مشيرة إلى أن الجمعية التي ترأسها تحصي حوالي ألف طفل مصاب بالسكري بإقليم ولاية الجزائر تتراوح أعمارهم ما بين 8 أشهر و18 سنة. جدير بالإشارة أنه تم خلال اليوم الإعلامي والتحسيسي حول سكري الأطفال إعطاء معلومات عن مرض السكري وأعراضه ومضاعفاته وإمكانية الوقاية منه مع التأكيد على ضرورة إجراء الفحوصات الطبية للسكري وضغط الدم للمواطنين دوريا حفاظا على الصحة. وهذا ما حدث فعلا خلال اللقاء المنظم لفائدة المرضى وذويهم ولجمع المواطنين؛ بحيث قدمت منشورات تحمل معلومات عامة عن داء السكري وسبل الوقاية منه، وأخرى تحمل إرشادات للمصاب لتوعيته بكيفية التعايش مع مرضه وتحذره من مخاطر السمنة وإصابة الأرجل أو تدني البصر وتلفت انتباهه إلى ضرورة مراجعة طبيبه المعالج دوريا.كما كانت هناك ورشة خاصة بقياس السكري مجانا للحضور في حملة جهوية للكشف عن الداء لقيت تجاوبا كبيرا من المواطنين. للإشارة فإن الإحصائيات الرسمية؛ تتحدث عن أن عدد المصابين بمرض السكري في الجزائر بلغ مستوى 1.7 مليون شخص، في الوقت الذي يجهل نصف مليون شخص إصابتهم بهذا الداء الذي يصيب 80 ألف طفل، كما يمس آلاف الشباب المتراوحة أعمارهم بين 18 و25 سنة، لأسباب يلخصها المختصون في عدم ممارسة الرياضة إلى جانب انتشار البدانة وتغير نمط المعيشة والاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون.