كانت حديقة التجارب بالحامة أمس، واجهة للكثير من المواطنين لمعرفة خبايا داء السكري الذي يتجاوز الخطوط الحمراء في الجزائر ببلوغه 3 ملايين مصاب متيحا بذلك الفرصة للمواطنين للقيام بفحص دقيق لأول مرة لمعرفة مدى سلامتهم من هذا الخطر. نظم أمس مجمع »صيدال« بالتنسيق مع الجمعية الوطنية لمرضى داء السكري يوم إعلامي وعلمي للتحسيس بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر وكيفية التكفل بهذا الداء الخطير لتفادي إصابة المريض بمضاعفات تؤدي إلى بتر الأطراف السفلى وفقدان البصر فضلا عن أمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي. واشتمل هذا اليوم الإعلامي المنظم بحديقة التجارب الحامة احتفاءا باليوم العالمي لمرض السكري الذي عرف توافدا كبيرا من قبل المرضى والمواطنين على ورشات وأنشطة متعددة قام بها أعضاء الجمعية وبعض الأطباء والمختصين من مصلحة داء السكري للمستشفى الجامعي مصطفى باشا قصد التحسيس بخطر هذا المرض الذي يداهم 3 ملايين جزائري حسب الإحصائيات الرسمية. وتضمنت هذه المبادرة توزيع ملابس للأطفال المرضى وتقديم أدوية خاصة بالداء وفحص جميع الجمهور المتوافد على المكان من خلال ورشات خاصة بالتشخيص المجاني المبكر لجميع المواطنين والتغذية الصحية اللازمة والمنتظمة والمراقبة الذاتية للغلوكوز بالدم لمساعدة المصابين على الاعتناء بمرضهم والقدم السكرية، إضافة إلى تقديم الأطباء والمختصين نصائح وإرشادات للمرضى والمواطنين بكيفية التكفل بالداء والتعايش معه من اجل تنمية التربية الصحية لديهم. وحسب رئيس مجمع صيدال، السيد درقاوي في تصريح ل »الشعب« فإن الهدف من تنظيم هذا اليوم التحسيسي كل سنة يكمن في توعية المواطنين بهذا المرض الخطير وتعليم المرضى المصابين كيفية التعامل والتعايش مع مرضهم حتى يكونوا أكثر استقلالية وتحكما في إصابتهم مضيفا انه في حال تطور المرض إلى المرحلة الأخيرة فان دور الطبيب يصبح مقتصرا على التقليل من معانات المريض وليس شفاءه. وبالنسبة لمشكل الندرة في الأدوية الخاصة بداء السكري، قال درقاوي أن العائق الأساسي لا يكمن في عدم توفرها في الصيادلة والمستشفيات وإنما في التوزيع. مضيفا ان صيدال كل عام تحاول رفع كمية إنتاج هذه المادة الحيوية بحيث تنتج مليون ومائتين وحدة أنسولين بأنواعه الثلاثة، إضافة إلى أنها تمتلك حوالي أكثر من 5 أنواع من الأدوية الخاصة بهذا المرض. وانتقد رئيس مجمع صيدال دور وسائل الإعلام الجزائرية في توعية المواطن الجزائري وتحسيسه بضرورة القيام بالتشخيص المبكر لهذا الداء الخطير قبل تحوله إلى مضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه داعيا السلطات المعنية إلى أخد مسألة التأمين الاجتماعي بعين الاعتبار، سيما وان أغلبية المرضى لا يمتلكون بطاقة »شفاء« ما يصعب عليهم اقتناء الدواء في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعرفها العائلات الجزائرية. من جهته، أكد رئيس جمعية داء السكري السيد »فيصل اوحدة« ان هذه المبادرة تعد لقاءا هاما يجتمع فيه المصابون والغير مصابين وأطباء مختصين للحديث عن هذا الداء الخطير الذي بات يعرف تزايدا مخيفا في الجزائر مقارنة بالأعوام الفارطة وإيجاد حل للتخفيف من مضاعفاته الخطيرة عن طريق الوقاية والتشخيص المبكر. واغتنم رئيس الجمعية الفرصة لحث المواطنين على الكف عن التدخين الذي هو مضر بالصحة والإكثار من المشي وممارسة الرياضة والابتعاد عن الحمية وكذا الاكتفاء بالنظام الغذائي الصحي الذي يحدد كمية الأكل الواجب تناولها موضحا ان وجود الانترنت في عصرنا هذا واعتماد الفرد على السيارة ضاعف من الإصابة بمرض السكري.