أبرز المشاركون في أشغال الملتقى الدولي حول موضوع "الجزائر بعد 50 سنة" : تحرير التاريخ" "نموذجية" الحركة الوطنية الجزائرية و«مشروعية" كفاح الشعب الجزائري من أجل الحرية والإستقلال. وتطرق الباحثون في هذا الإطار إلى مختلف مراحل كفاح الشعب الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي الذي إستمر 132 سنة عبر ثورات شعبية إلى غاية ثورة أول نوفمبر .1954 وفي هذا الإطار أكد الأستاذ والمختص في الأرشيف محمد طويلي في مداخلته على "نموذجية" معركة الشعب الجزائري من أجل الإستقلال مبرزا "اللا إهتمام" الذي ميز الرأي العام الفرنسي بسبب "سوء إعلامه" بحقيقة الأوضاع في الجزائر. وأضاف في هذا الصدد أن الطرف الجزائري راهن على "مشروعية" قضيته فربح الرأي العام الفرنسي الذي طالب ب«حتمية" إنهاء الحرب في الجزائر ثم ربح أيضا معركة الرأي العام العالمي من خلال إعتراف منظمة الأممالمتحدة ب«شرعية" كفاحه بإقرارها لحقه في تقرير مصيره. وبدوره أكد أستاذ جامعة غرونوبل (فرنسا) نذير بومعزة أن الثورات و المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي "لم تتوقف منذ 1832" واصفا هذا الإستعمار ب«الأعنف" و«المختلف" عن ذلك الذي ساد تونس أو المغرب. وتطرق المحاضر أيضا إلى ظروف إندلاع الثورة التحريرية سيما ما تعلق ب«اللا تكافؤ" في القوى بين جيش إستعماري مدجج بالأسلحة وجزائريين صعدوا إلى الجبال وقرروا تحرير بلادهم مسلحين بالإرادة وبأسلحة تقليدية في النوعية وقليلة في العدد. أما الأستاذ بلعيد عبان وهو من أقارب الشهيد عبان رمضان فقد أكد في مداخلته أن "المصير المشترك" للشعب الجزائري بدأ مع ثورة أول نوفمبر التي نقلت الشعب الجزائري إلى "العصرنة والحداثة". ووصف الباحث في هذا الإطار إندلاع ثورة الفاتح نوفمبر بمثابة "انفجار نووي" أخرج الشعب الجزائري إلى دائرة الضوء فأصبح يعبر عن "طموحاته الوطنية والسياسية والثقافية". وأشار في هذا الإطار إلى أن فرنسا التي "تستلهم سياستها من ثورة 1789" كانت تعمل على "إخفاء هذا الشعب وطمس رأيه مثلما كان يفعل النبلاء مع بعض الأشخاص في فترة ما قبل هذه الثورة" وهو ما يبرز— كما أوضح— أهمية ثورة أول نوفمبر. وإعتبر المتدخل أن مؤتمر الصومام شكل هو الآخر إستمرار للعصرنة التي أفرزتها ثورة أول نوفمبر كما كان "مرحلة نضج" بالنسبة للشعب الجزائري في سبيل بناء "دولته العصرية" مشيرا في سياق إستعراضه لتاريخ الجزائر الحديث إلى أن أحداث 5أكتوبر 1988 شكلت "ربيع الجزائر". أما الجامعي الألماني إلسنهانس أرتموت الذي ألف كتابا عن كفاح الشعب الجزائري سنة 1974 فقد أكد أن فرنسا "لم تفهم أبدا بأن ثورة الجزائر ستؤدي إلى الإستقلال". وأضاف المتدخل متطرقا إلى خصوصيات السلوك الإستعمار الفرنسي الذي كان "يوهم الرأي العام بأن الجزائر ليست دولة أو أمة" مبرزاً أن "الحقيقة خلاف ذلك" لأنها "كانت تقول نفس الشيئ بخصوص ألمانيا". وفي تدخل له عقب السيد أرتموت دعا الأستاذ بجامعة مونبوليي (فرنسا) بول سيبو المؤرخين و الباحثين و الجامعيين إلى العمل "سويا" حول تاريخ "متقاسم" لا يتضمن فقط "الجانب النزاعي". وللإشارة فإن هذا الملتقى —الذي تجري فعالياته بالمكتبة الوطنية— ينظم من طرف المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بالإشتراك مع ويومية "لاتربين" وذلك بمناسبة أحياء الذكرى ال 50 لإسترجاع السيادة الوطنية. ويهدف تنظيم هذا اللقاء الدولي المهتم بتاريخ الجزائر إلى فتح النقاش حول الحقبة الإستعمارية وخلق فضاء لتبادل الأفكار ووجهات النظر حول تلك المرحلة من تاريخ البلاد.