يحضّر المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس من أجل إعادة مسرحية ''الجثة المطوقة'' لكاتب ياسين إلى خشبة المسرح وعلى ركح مسرح سيدي بلعباس، وهي المسرحية التي تكشف صورا عن كفاح الجزائري قبل وإبان الثورة التحريرية لتصور التراجيدية الواقعية لأحداث مظاهرات 8 ماي .1945 ''الجثة المطوقة'' عبارة عن لوحات من كفاح الشعب الجزائري عبر التراجيدية الواقعية، وهي أول عمل مسرحي للكاتب الجزائري والعالمي الكبير كاتب ياسين، وقد كتبها بعد أحداث 08 ماي 1945 التي راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية من أجل المطالبة بالحرية التي اعتقدوا في يوم من الأيام أنها تعطى، وأدركوا بعد ذلك بأنها تؤخذ ولا تعطى، كما يبرز كاتب ياسين من خلال هذا العمل الذي عرض في العديد من مناطق العالم كيف انقضّت فيه الاستعماريّة على مدن الشرق الجزائري الثلاث قالمة، خرّاطة وسطيف، ليربِط بين التاريخ الشخصي والتاريخ الجماعي· وتدين مسرحية ''الجثة المطوقة'' التي نشرت بمجلة ''إسبري'' في ديسمبر 1954 أشهر فقط من اندلاع ثورة نوفمبر، الاستعمار والدكتاتورية التي تلت الاستقلال التي تستغلّ الشعوب الضعيفة، وتبرز استنكار كاتب ياسين الشديد للتعصّب، وقد تركت هذه المسرحية انطباعا إيجابيا عبر الدول التي عرضت فيها مثل فرنسا وبلجيكا والجزائر في العديد من المرات، وجلبت تعاطفا دوليا مع القضية الجزائرية آنذاك· وقد نشرت المسرحية كذلك في ديسمبر 1954 وجانفي ,1955 وقد عرضت بمسرح موليير في بروكسل يومي 25 و 26 نوفمبر 1958 ثم بباريس في أفريل ,1959 وهذا من طرف فرقة ''جان ماري سيرو''، وهو الفنان الذي لعب دور'' لخضر''، ومن خلال هذه المسرحية يكشف كاتب ياسين أمام الرأي العام العالمي حقيقة مأساة الجزائر، لقد تغنى بالثورة والجزائر، ووصف حرب الإبادة التي شنتها فرنسا، عبر عن آلام وآمال الشعب بقوة، لم يستطع أحد قبله ولا بعده أن يعبر بها· وقد اعتبر كاتب ياسين في كتاباته دائما أن المسرح معركة وسلاح، ولا يمكنه أن يكون خطاباً بل تجسيدا لما عاشه الشعب، وكانت الثورة التحريرية من خلال أعمال كاتب ياسين مثل ''الجثة المطوقة'' تلقي بظلال وآثار وعظمة الثورة التحريرية على الإبداعات الفنية المسرحية التي تمجد العمل الثوري، فكان للثورة الجزائرية صدى جزائريا وعربيا وعالميا عبر المسرح·