في 5 من جويلية 1962، استقلت الجزائر بعد سبع سنوات من الحرب على الاستعمار الفرنسي، وكان هذا التاريخ نهاية لكل المنافسات الكروية التي كان ينظمها الكلون، بعد أن حصلت الجزائر على حريتها، فالأندية الكولونيالية توقفت لتفتح المجال لأندية مسلمة للظهور، فصفحة تاريخ كرة القدم الكولونيالية قلبت نهائيا في شمال إفريقيا، وخاصة في الجزائر، لتبدأ أخرى التي عرفت كتابة التاريخ من جديد، وهي كرة القدم الجزائرية. البطولة الوطنية الجزائرية تحتفل هي الأخرى هذه السنة بعيدها الخمسين، وهي التي مرت بعدة مراحل وعرفت العديد من الصيغ طيلة هذه السنوات، كما عاشت كرة القدم الجزائرية منذ الاستقلال عدة أحداث، أسمعت من خلالها بعض الأندية صوت الجزائر في المحافل الدولية، وأعطت صورة أخرى لبلد عاش ويلات الإستعمار واستطاع أن يرفع رأسه بفضل المجهودات الكبيرة التي بذلها اللاعبون الجزائريون، والفرق الجزائرية التي تألقت كثيرا واستطاعت أن تتوج بعدة ألقاب على المستوى الإفريقي خاصة. 21 أكتوبر 1962 تاريخ إنشاء البطولة وبعد مرور 50 سنة من أول بطولة جزائرية، وصلت هذه الأخيرة إلى دخول عالم الإحتراف، فحتى وإن لم يطبق كما كان مسطرا له من قبل، إلا أن ذلك يعد خطوة عملاقة تخطتها البطولة الوطنية التي لعبت منذ 5 عشريات بعدة صيغ، وعرفت ظهور أندية قوية سيطرت على كرة القدم في الجزائر منذ دخولها في نظام المنافسة الوطنية، فالبطولة الوطنية أنشئت غداة الاستقلال مباشرة، أي في 21 أكتوبر 1962، حيث قام المسؤولون آنذاك بوضع رزنامة خاصة لها، أطلق عليها تسمية مباريات بطولة الشرفي التي لعبت ما بين 1962 و1963. كما أطلقت فيما بعد عدة تسميات على هذه البطولة؛ القسم الشرفي (1963 /1964)، الوطني(1964 /1966)، الوطني الأول (1966 /1977)، القسم الأول(1977 /1998 )، القسم الممتاز (1998 /2002)، القسم الأول (2002 /2010)، الرابطة المحترفة الأولى (2010 إلى غاية الآن). البطولة الوطنية تسير تحت لواء الرابطة الوطنية لكرة القدم وتلعب فيها 16 فريقا، كما هو معروف، وهي تنقسم إلى رابطتين الأولى والثانية.
سيطرة شبيبة القبائل ب 14 لقبا لحد الآن عرفت البطولة الوطنية منذ نشأتها، تتويج أول فريق بها وهو إتحاد العاصمة سنة 1963، في حين سيطرت شبيبة القبائل إلى حد الآن، سيطرة كاملة على هذه البطولة، حيث يعد الكناري صاحب أكبر تتويجات بها ب 14 لقبا، كان أولها موسم 73 /74 يليه فريق مولودية الجزائر برصيد 7 بطولات، ثم شباب بلوزداد صاحب الست تتويجات، ويليه كل من وفاق سطيف وإتحاد العاصمة ب 5 بطولات لكل منها، لتأتي مولودية وهران بأربعة ألقاب وطنية، وإتحاد الحراش، شباب قسنطينة، شبيبة بجاية، جمعية الشلف، وداد تلمسان، نصر حسين داي، رائد القبة، ومولودية قسنطينة، ببطولة واحدة لكل منهم.
تألق جزائري في منافسات قارية كما تألقت عدة أندية ناشطة في البطولة الوطنية في المنافسات القارية، من خلال التتويج بالكؤوس الإفريقية أو العربية، فوفاق سطيف استطاع منذ نشأته أن يتوج بكأس الكاف سنة 1988، ثم بالكأس الأفروأسياوية في 1989، البطولة العربية مرتين 2007 و 2008، كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة سنة 2009، كأس شمال إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس في 2010، والكأس الممتازة لاتحاد شمال إفريقيا في 2010، كما صنعت شبيبة القبائل التاريخ في المحافل القارية من خلال تتويجها ثلاث مرات على التوالي بكأس الكاف في 2000، 2001 ، 2002 ، سبق ذلك تتويجها برابطة أبطال إفريقيا حاليا، أو ما كان يطلق عليه سابقا بكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1981 و1990، نفس الكأس تحصلت عليها مولودية الجزائر سنة 1976، الفريق الذي فاز أيضا سنة 1971 و1974 بالبطولة المغاربية للأندية البطلة، هذه المنافسة التي فاز بها أيضا فريق شباب بلوزداد ثلاث مرات، واتحاد العاصمة مرة واحدة، كما تحصل فريق مولودية وهران على الكأس العربية.
تطور ملحوظ على مستوى ألأندية وفي 50 سنة من استقلال البلاد، عرفت معظم هذه الأندية تطورا ملحوظا من خلال دخولها الاحتراف، فهذه الأخيرة أصبحت تستقدم لاعبين أجانب وتجري تربصاتها خارج الوطن، كما أن معظمها من المفروض أن يصبح شركات خاصة بمساهمين، وقد ساهمت البعض منها في تألق العديد من اللاعبين الذين رفعوا اسم الجزائر في بلدان أوروبية كثيرة. ورغم بعض النقائص التي قد تسجل في البطولة الوطنية، إلا أنه بمقارنتها بما كانت عليه غداة الاستقلال، فقد عرفت الازدهار، لاسيما بتوفر الهياكل الرياضية التي تسمح لعديد أنديتنا من ممارسة نشاطها بكل حرية وباحترافية، وهي التي كانت تعرف في السابق تمويلا من طرف الدولة لتسيير شؤونها، حيث ارتفع عدد أندية كرة القدم بشكل كبير ممثلة لمختلف الأقسام.