دعا المشاركون في فعاليات المنتدى الوطني لرواد ومرشدات الكشافة الإسلامية الجزائرية، بمناسبة الاستعدادات لإحياء الذكرى ال50 لعيدي الاستقلال والشباب، إلى ضرورة تبليغ رسالة نوفمبر المجيدة للأجيال الصاعدة والتواصل معها وتوعيتها من أجل حمل المشعل، والسير على نفس النهج الذي سلكه أبطال الثورة التحريرية من أجل الاستقلال، وكذا بناء جزائر حديثة تعتمد على إطاراتها الشبابية. اعتبر المتدخلون، خلال فعاليات المنتدى، أن كتابة تاريخ الكشافة الإسلامية الجزائرية عن طريق تسجيل شهادات حية لروادها القدماء على مستوى كل القطر الجزائري، وإبراز الدور الكبير الذي لعبه روادها إبان الثورة التحريرية، يعد مطلبا أساسيا، تكريما لتضحيات أبطال جيل نوفمبر من خريجي المدرسة الكشفية. وفي السياق، أكد المجاهد اعمر نحال، عضو بالقيادة الكشفية لقسم العمداء الوطني في حديث مع “المساء”، على العمل بسرعة لتسجيل وكتابة كل المعلومات، وجعل منها وثائق ومادة ثرية لتمكين الباحثين والمهتمين من كتابة تاريخ النشاط الكشفي الإسلامي الجزائري. وشدد على ضرورة العمل لتعريف الأجيال الصاعدة بالدور البارز والقار الذي لعبته وتلعبه منظمة الكشافة الإسلامية الجزائرية، في كل الفترات التي تصنع تاريخ الجزائر العريق. وقان المجاهد نحال؛ إنه التحق بصفوف الثورة بالولاية الثانية، المنطقة الخامسة (قسنطينة)، وهو ابن 18 سنة، وكان مولعا بالمجاهدين، ومحظوظا لمشاركته في الثورة العظيمة بهدف استرجاع الهوية الوطنية، وفي سبيل رؤية العلم الجزائري يرفرف على رؤوسنا. وفي تقييمه لخمسين سنة من النضال وكفاح هذه المنظمة، قال الرائد اعمر نحال؛ إنه عند اندلاع الثورة التحريرية عام 1954، تسابقت العناصر الكشفية للالتحاق بصفوف الثوار، فتدعّمت جبهة وجيش التحرير الوطني بكفاءات شبانية تتمتع بروح انضباطية عالية وغيرة وطنية. من جهتها، وجدت الثورة في الكشافين خير العناصر الواعية المدربة على العمل والمشبعة بالروح الوطنية والمدركة لأبعاد الثورة التحررية، فكونت منهم الجبهة والجيش خير الإطارات النضالية السياسية والعسكرية، كما أثبتت هذه العناصر الكشفية جدارتها في خدمة بلادها بصدق، بإخلاص وتفان، سواء في الجبال والأدغال أو في الأعمال الفدائية داخل المدن والقرى، وغير ذلك من الأعمال الاجتماعية والإسعافية التي كانت تتطلبها الثورة في كل ميدان. ويضيف محدث “المساء” بقوله؛ إن مسيرة الكشافة الإسلامية لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت تجنيدها للشباب الغيور في ثورة البناء والتشييد. من جهته، قال الرائد بن نعمون نور الدين؛ إن الإطارات الكشفية أقسمت على إحياء المشعل الكشفي الأصيل وتأدية المهام كما ينبغي، لتنمية الروح الوطنية في النفوس، وهذه رسالة أجيال الثورة لأجيال الاستقلال. وسؤالنا هنا؛ كيف نحمي أبناءنا من كل المتغيرات التي تسايره على جميع الأصعدة، حفاظا على استمرارية مكاسب الثورة، هنا لا بد من معرفة أن بعض المجتمعات قد انحرفت على المبادئ الأخلاقية، والناس ابتعدوا عن القيم ووصل الانحراف إلى مراحل خطيرة، ونحن نحاول عن طريق التوعية، التحسيس والعمل الجواري على التخفيف من وطأة تلك المتغيرات وآثارها على الشباب. وقد سطرت الكشافة الإسلامية الجزائرية بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال50 لعيدي الاستقلال والشباب، برنامجا ضخما يهدف لترسيخ قيم الحركة الكشفية من وطنية وحرية لدى الأجيال الصاعدة، وفي نفوس الشباب الكشفي عن طريق احتكاكهم بالرواد القدماء للحركة وبالمجاهدين الذين يعتبرون شهود عيان عن الفترة الاستعمارية بالجزائر. كما يرتكز البرنامج الذي ينطلق رسميا في ال03 جويلية 2012 على تنظيم عدة لقاءات، منتديات ومحاضرات مع مجاهدين، إلى جانب زيارات إلى مختلف الأماكن التي وقعت فيها ثورات أو اشتباكات مع القوات الاستعمارية، فضلا عن مسابقات حول موضوع الثورة التحريرية. ومن جملة تلك المحاور ما يتعلق بخطوة “سكوت ريف”، وهو برنامج طموح تبنته الكشافة الجزائرية في خطوة أخرى، لتعميم مجالات تدخلها وعملها الجواري. هذا المشروع بحسب محدثي “المساء” من رواد الكشافة، يسمح للكشافة بإنشاء أفواج كشفية بالمناطق الريفية، والتفكير في تأطير أوسع للحركة الكشفية في الأرياف، إلى جانب تنشيط الوسط الريفي، حيث تنوي الحركة الكشفية الخروج قليلا عن الإطار الحضري في نشاطاتها وتوجيهها نحو المناطق الريفية المعزولة والمحرومة. كذلك تحدث الرائد الكشفي من واد سوف، بوطيب مسعود، عن العمل الجواري الذي تقوم به الحركة الكشفية في مجال الاهتمام بالشباب، ومنه مختلف المخيمات المقامة على فترات، والهادفة إلى غرس قيم المواطنة لدى الأطفال والشباب بالممارسة الجوارية، وذلك عن طريق العديد من النشاطات التطوعية الموجهة بطريقة مباشرة وغير مباشرة لآلاف الأطفال عبر الوطن، قائلا؛ إن شباب اليوم بحاجة ماسة إلى من يمنحه الأمل ويعزز لديه الثقة في النفس، وهذا ما تقوم به الكشافة من خلال برامجها الجوارية التي تعتمد على تفعيل قدرات ومواهب الشباب في الواقع، مع تشجيعهم على الإيجابية والعطاء، خاصة في ظل حالة اليأس والهروب التي يعانيها الكثير من الشباب. ومن جملة ما يتضمنه البرنامج السنوي في هذا الإطار، يذكر المتحدث العديد من الورشات التطبيقية، منها ما تتعلق بمكافحة تعاطي المخدرات وتأثيرها على الفرد والمجتمع، وأخرى حول العنف في الأحياء الشعبية والملاعب، إلى جانب خرجات جوارية حول النظافة والبيئة، ومواضيع عديدة تقوم عليها القيادة الكشفية بالتنسيق مع عدة جهات عبر الوطن.