أبرز المجاهد والأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني بوعلام بن حمودة في مؤلفه الجديد "الثورة الجزائرية ثورة أول نوفمبر 1954 معالمها الأساسية" والذي قام بعرضه، أول أمس بالجزائر العاصمة، أن الجرائم التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين طيلة 132 سنة ستبقى نقطة سوداء في تاريخ الإنسانية. واعتمد المؤلف في كتابته لهذا المرجع التاريخي على وقائع ثابثة وشهادات حية صادرة من فاعلين جزائريين وفرنسيين ومؤلفين نزهاء، وذلك بغرض وضع حد لادعاءات بعض القادة الفرنسيين الذين ما زالوا يعتبرون الاحتلال الاستعماري كعملية إدخال الحضارة. وبرأي المؤلف الذي شغل منصب محافظ سياسي في صفوف جيش التحرير الوطني من أوت 1956 إلى 30 أفريل 1962، فإن إدانة الاستعمار الفرنسي تقصد الاستعمار الفرنسي والقادة السياسيين الذين دافعوا عنه ولا تقصد الشعب الفرنسي الذي لم يكن في مجمله مسؤولا عما جرى. ويتناول الكتاب، الذي يحتوي على 662 صفحة والصادر باللغتين العربية والفرنسية عن دار النعمان للطباعة والنشر من خلال 27 فصلا، المعالم الأساسية للثورة الجزائرية وعظمتها، كما يلقي في ثنايا نصه الضوء على جوانب عديدة من الحقبة الاستعمارية التي تحتاج للتوضيح -مثلما قال-. ووفق ما صرح به السيد بن حمودة فإن كتابة هذا المؤلف يعود فيه الفضل إلى الشهيد العقيد أحمد بوقرة الذي ترك على عاتقه دينا وهو يرجوه في جانفي 1957 كتابة مؤلف عن الثورة التحريرية، وهو لا يعلم من يبقى على قيد الحياة عند استقلال الجزائر. وتطرق الكتاب إلى أهم المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر من 1830 إلى نيل الاستقلال في 5 جويلية 1962، أي منذ دخول القوات الفرنسية والمبررات التي اعتمدت عليها إلى غاية اندلاع الثورة مرورا بالمقاومات الشعبية. كما فضح سياسة التعذيب وجرائم فرنسا من 1957 إلى 1962، معتمدا في ذلك على شهادات الجلادين الفرنسيين أمثال بول أوساريس، الجنرال ماسو، كما عاد إلى التفجيرات النووية ما بين 1960-1966، موضفا -في هذا الشأن- الدراسات التي نشرها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر. كما تطرق في الفصل ال 21 إلى أهم القضايا الداخلية لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني وصولا إلى المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية واتفاقيات إيفيان واستفتاء تقرير المصير، بينما عالج في الفصل الأخير من الكتاب انتخاب المجلس التأسيسي وتكوين أول حكومة بعد الاستقلال.