دعا المشاركون في الندوة الفكرية، التي نظمها أول أمس المتحف الجهوي للمجاهد بتلمسان حول موضوع "50 سنة من الاستقلال: تحديات وآفاق"، فرنسا للإقرار بجرائمها الاستعمارية البشعة التي اقترفها في حق الشعب الجزائري. وخلال هذا اللقاء المنظم بالتنسيق مع مديرية المجاهدين في إطار الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني، دعا المتدخلون فرنسا للإقرار بالجرائم البشعة التي اقترفتها قواتها البوليسية والعسكرية خلال فترة الاحتلال من أجل قمع الشعب الجزائري المطالب بحقوقه المشروعة. وأكد أساتذة وباحثون ومجاهدون أن الإقرار بهذه الجرائم واجب ينبغي على الشعب الجزائري أن يفتكه، مشيرين إلى القتل الجماعي، الإبادة الجماعية، مواجهة المظاهرات السلمية بالنار، فتح مكاتب التعذيب، تفجير قنابل محرمة دوليا بالجنوب، واستعمال أسلحة فتاكة ضد مواطنين عزل إلى غيرها من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى والتي يندى لها الجبين. وفي تدخله في هذا اللقاء الذي جمع مجاهدين ومؤرخين فضلا عن عدد هام من الشباب، قدم المجاهد ابن عمرو بن عيسى، رئيس جمعية المحافظة على التراث التاريخي بالولاية، شهادات حية عن بعض التحديات والمواقف البطولية التي قام بها المجاهدون، مذكرا الشباب بما عاناه الشعب الجزائري في سبيل نيل حريته أمام أعتى القوات العالمية، داعيا إياهم إلى صون الأمانة والحفاظ على الوطن. من جهته، نشط المجاهد طبال قويدر، رئيس جمعية كبار معطوبي حرب التحرير، مداخلة أبرز من خلالها التضحيات الجسام التي قدمها الشعب الجزائري استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني من أجل استعادة سيادته على وطنه. أما الأستاذ بن صايم بونوار، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تلمسان، الذي نشط محاضرة بعنوان "مسيرة بناء مؤسسات الدولة الجزائرية"، فقد سرد أهم الأحداث التي صاحبت فترة الاحتلال والتي وقف خلالها الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي "بدءا بالمقاومات الشعبية فالحركة الوطنية وتأسيس الأحزاب المطالبة بالانفصال ثم الاستقلال وصولا إلى إرساء قواعد ثورة التحرير المظفرة والآفاق التي فتحتها.