تحيي مدينة سيدي عيسى بولاية المسيلة الذكرى السادسة لوفاة شيخها العلامة الإمام والمجاهد وأحد وجوه جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عاليا الحاج قويدر المصادفة ليلية القدر المباركة. وستكون المدينة مع موعد لاسترجاع ذكرى شيخها الجليل وتأثيره على أبناء المنطقة الذين نهلوا من علمه، كما سيحضر المناسبة جمع من المثقفين والأكادميين وأساتذة جامعيين تتلمذوا أو عرفوا الشيخ الإمام عن قرب وتأثروا بمناقبه، حيث سيحتضنه مسجده العتيق الذي كان إماما وخطيبا فيه إلى أن وافته المنية في 2003 ، وسينشط بعض الأساتذة من المنطقة والقادمين من بعض مناطق الوطن محاضرات بالمدرسة القرآنية الحاج عيسى عاليا التي كان يقدم فيها الراحل دروس العلم ، وستؤطر هذه المحاضرات لجنة المسجد العتيق الذي شيده والد الراحل العلامة حاج عيسى عاليا الإبراهيمي عضو مؤسس جمعية العلماء المسلمين، وأحد أبرز الوجوه في حركة نجم شمال إفريقيا التي أسسها الأمير خالد إبن العلامة الحاج عيسى عليا الإبراهيمي العضو المؤسس في جمعية العلماء المسلمين ، ولعب الإمام الحاج قويدر دورا كبيرا خلال الثورة التحريرية المظفرة من ناحية التجنيد وتقديم الدعم المادي والمعنوي لجيش التحرير، كما كان له دور كبير في إطفاء نار الفتنة التي اندلعت مباشرة بعد الاستقلال بين المجاهدين في صراعهم على الحكم ، حيث كان من جماعة العقلاء وكانت له كلمة مسموعة بين الفرقاء ومحل احترام لعلمه وورعه وتاريخه النضالي ولأسرته العريقة التي عرفت بتاريخها في العلم فضلا عن أنه من أسرة مجاهدة قدمت أربعة شهداء كوقود للثورة، كما كان للراحل دور في توجه ابنته البكر مليكة نحو الكفاح المسلح أين فرت مع الكثير من الطلبة واختاروا الجهاد والكفاح تاركين مقاعد العلم. وقد كان العلامة شعلة متقدة من الحكمة والعلم ومنارة يقصدها كل من يطلب العلم، وقد تخرج على يد المرحوم إطارات سامية تبوأت مناصبا هامة في الدولة وقد كتب في شأنه المؤرخ محمد عباس مقالا بعنوان: " ذلك الوجه الملائكي " في جريدة البصائر مقالا مطولا يعدد فيه خصال الرجل ومنقبه الحميدة .