تواصلت، أمس، فعاليات المعرض الخاص بالجيش الوطني الشعبي الجارية بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة لليوم الثامن على التوالي، حيث سجّلت الأجنحة المتعلقة بمهام واختصاصات وحداث الجيش المكلّفة بالتدخلات أثناء الكوارث الطبيعية إقبالا واسعا للجمهور والزوار، لاسيما حاملي شهادة البكالوريا الجدد للاطلاع أكثر على هذا التخصص العسكري الهام. وشكّل فضاء المعرض الذي خصّص للعتاد الآلي واللوجيستي المستخدم من قبل وحدات الجيش الوطني الشعبي في حالات الكوارث الطبيعية بمختلف أشكالها، كالفياضانات والزلازل واكتساح الثلوج والأمطار والكوارث الصناعية الأخرى، فرصة للطلبة الجدد للتعرف أكثر على مهام وحدات التدخل الخاصة إلى جانب الاستفسار عن شروط الالتحاق بهذا التخصص العسكري الإنساني نظرا لأهمية المجهودات التي يقدمها بالتنسيق مع المصالح الخاصة الأخرى في الميدان في سبيل حماية الأشخاص والممتلكات وإسعاف ضحايا الكوارث.وبادرت قيادة القوات البرية باعتبارها الجهة المسؤولة الأولى المشرفة على التدخلات في الكوراث الطبيعية بعرض مختلف المعدات والتجهيزات المستخدمة في عملية تسيير هذه الكوارث إلى جانب الآليات والرافعات والكاسحات التي يعتمد عليها الطاقم العسكري المشرف على التدخل لإزالة الركام وأكوام الثلوج ومخلفات الانهيارات سواء على مستوى الأحياء والمجمعات السكنية أو على مستوى الطرقات والمناطق الصناعية الحسّاسة، إضافة إلى المعدات المستخدمة في نزع وتدمير الألغام. في هذا الإطار، أوضح مسؤول جناح قيادة القوات البرية بالمعرض، العقيد بوزكرية، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي لم يعد يقتصر دورها اليوم على وظيفتها الكلاسيكية، بل تعدى ذلك إلى إشراكها في مختلف مجالات الحياة كالتدخل كلما اقتضت الضرورة ذلك لمد يد العون والمساندة للمواطنين المتضررين، خاصة في حالات الكوارث الطبيعية، مستدلا في ذلك بالهبة التضامنية التي جسّدها الجيش في الكوارث التي عرفتها الجزائر في العديد من المرات على غرار زلزال الشلف 1980، بومرداس 2003 وفيضانات 2001، إضافة إلى تساقط الثلوج الذي عاشته عدة مناطق من شمال الوطن مطلع السنة الجارية. من جهته، أوضح ممثل جناح سلاح المشاة، المقدم عبد الحفيظ بن يحي، أن مؤسسة الجيش الوطني الشعبي فكّرت مليا منذ عدة سنوات في تشكيل حلقة بالغة الأهمية ضمن منظومة الهياكل الحكومية المعنية بالأمر، حيث وضعت القيادة هيكلا تابعا لأركان الجيش يتمثل في مكتب التعبئة والأخطار الكبرى، مشيرا إلى اتفاق جميع النواحي العسكرية على تنسيق جهودها في إعداد مخطط خاص بالتدخل لكل ناحية يضم خارطة للأخطار الكبرى كالزلازل والفيضانات وتراكم الثلوج وغزو الجراد التي من المحتمل أن تصيب أية منطقة من مناطق الوطن مع تحديد دقيق لنقاط التدخل والمواجهة.كما تطرّق المقدم بن يحي إلى عمليات نزع وتدمير الألغام، مؤكدا أن وحدات الجيش الوطني الشعبي المختصة باشرت عملية تدمير أزيد من 8 ملايين لغم على مستوى الشريطين الحدوديين الشرقي والغربي منذ الاستقلال مما يمثل أزيد من 87 بالمائة من العدد الإجمالي للألغام المزروعة. ويؤطر القائمون على التنقيب خلال مهامهم -حسب المتحدث- من قبل قادة حظائر برتبة ضباط صف تلقوا تكوينا متخصصا بالمدرسة التطبيقية للهندسة وتحصلوا على شهادة عسكرية مهنية درجة ثانية. للإشارة، توجت أشغال ملتقى وطني نظم بالجزائر سنة 2009 حول دور الجيش في تسيير الكوارث بوثيقة هامة تشكل خارطة طريق في هذا المجال، لاسيما مطلب إنشاء هيئة وطنية مركزية تتكفل بالتنسيق القطاعي في تسيير الكوارث الطبيعية والصناعية، إلى جانب الدعوة لإنشاء مدرسة وطنية للأخطار الكبرى لاستكمال وضع الجهاز التسويقي والتنظيم المتعلق بتسيير الكوارث والمسائل المتعلقة بذلك مع التأكيد على ضرورة مضاعفة التمارين التدريبية في إطار التسويق بين المدنيين والعسكريين.يذكر أن هذا المعرض الخاص بالجيش الوطني الشعبي"ذاكرة وإنجازات" والمندرج في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية والاستقلال افتتحت فعالياته يوم السبت الماضي وستستمر إلى ال 19 جويلية الجاري، حيث يعد فرصة للزوار للاطلاع عن كثب على المسيرة التاريخية الحافلة للمؤسسة العسكرية الجزائرية لمدة 50 سنة من الاستقلال.