اللجنة الرباعية الدولية تطالب إسرائيل بوقف عملياتها الاستيطانية دعت اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط أمس ادارة الاحتلال الإسرائيلي الى تجميد بناء المستوطنات ورفع الحواجز الأمنية في الضفة الغربية والرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على الفلسطينيين في قطاع غزة لإنقاذ عملية السلام التي أطلقها مؤتمر أنابوليس من فشل محتوم· وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش الاجتماع الذي عقدته أمس اللجنة الدولية التي تضم كلا من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالعاصمة البريطانية لندن عن الانشغال العميق جراء استمرار حكومة الاحتلال في بناء المستوطنات بالرغم من أن خطة الطريق لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تنص صراحة على ضرورة وقف الاستيطان· وهي النداءات التي لم تستجب لها إسرائيل وراحت الى نقيض ذلك تقوم بعمليات توسيع للعديد من المستوطنات سواء في محيط الضفة الغربية أو بمدينة القدسالمحتلة ضمن خطة ترمي الى فرض الامر الواقع على الفلسطينيين وتكريس سياسة تهويد الارض الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس الشريف· غير أن اللجنة الرباعية دعت بالمقابل البلدان العربية الى لعب دورها السياسي والمالي لدعم نتائج مؤتمر أنابوليس الذي أعطى الضوء الأخضر نهاية نوفمبر الماضي لاستئناف مفاوضات السلام وإخراجها من غرفة الإنعاش بعد أزيد من ست سنوات من تعطلها· ودعا المسؤول الأممي لدى قراءته لبيان اللجنة الرباعية الدول العربية الى الإيفاء بالالتزامات التي تعهدت بتنفيذها خلال ندوة باريس التي تمت نهاية العام الماضي بفرنسا لتقديم الدعم المالي لبرنامج حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض· ويأتي اجتماع اللجنة الرباعية عشية الزيارة المرتقبة اليوم لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل لمواصلة مباحثاتها مع مسؤولي الجانبين في مسعى الى الدفع بعملية السلام التي أخذت واشنطن على عاتقها لعب دور الوسيط في تسوية القضية الفلسطينية· واستبقت رايس زيارتها الرابعة الى المنطقة منذ مؤتمر أنابوليس المنعقد نهاية نوفمبر الماضي بدعوة الدول العربية الغنية الى الإسراع في تقديم مساعداتها الى السلطة الفلسطينية·وحتى إن لم تحدد رايس دولا معينة الا أن مصادر من وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أن الخطاب موجه الى الكويت وقطر وليبيا· ولكن واشنطن التي تتخذ من سياسة العصا والجزرة منهاجا لمعالجة ملف القضية الفلسطينية تتغاضى عن كل الاعتداءات التي تمارسها إدارة الاحتلال ضد الفلسطينيين وتدعم بطريقة مباشرة الحصار المفروض على قطاع غزة لم تكتف اليوم بمطالبة الدول العربية بتقديم مساعدات الى السلطة الفلسطينية وإنما في الإسراع في إرسالها·ولكن السؤال المطروح وفي ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين كيف ستصل هذه المساعدات الى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تمنع دخول أي صغيرة وكبيرة ومن سيكون المستفيد من هذه الأموال· سؤال يبقى مطروحا في ظل استمرار الدعم الأمريكي اللامشروط لإسرائيل رغم ادعائها أنها تسعى الى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفي عمومه الصراع العربي الإسرائيلي·غير أن اجتماع اللجنة الرباعية جاء في الوقت الذي دعت فيه عديد المنظمات غير الحكومية النشطة في قطاع غزة اللجنة الى ممارسة ضغوط على إسرائيل لحملها على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عدة شهور· وطالبت المنظمات في بيان صدر قبل انطلاق اجتماع اللجنة الرباعية هذه الأخيرة بالكف عن تواطئها مع إسرائيل في سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد الفلسطينيين من خلال ممارسة ضغوط دبلوماسية حقيقية على حكومة الاحتلال·وجاء في البيان أن هذه الضغوط يجب أن توجه لرفع الحصار في غزة وتسمح بدخول كميات كافية من المواد الأساسية والضرورية لانقاذ السكان من كارثة إنسانية خطيرة في قطاع غزة· وكانت عديد المنظمات الإنسانية وفي مقدمتها الوكالة الأممية للاجئين الفلسطينيين "الاونروا" دقت ناقوس الخطر بإمكانية حدوث كارثة إنسانية لا سابقة لها في التاريخ في قطاع غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع والذي ادخل سكانه في شبه سجن كبير وحرمهم من أدنى ضروريات الحياة· ورغم نداءات الاستغاثة التي ما فتئت هذه المنظمات تطلقها إلا أنها لم تجد أذانا صاغية ولم تحرك لها إسرائيل ساكنا وبدلا من التخفيف من حدة هذا الحصار عمدت إدارة الاحتلال إلى تصعيد عملياتها العسكرية في القطاع وكأنها تتلذذ بتجويع الفلسطينيين وتقتيلهم مادامت لا توجد أية جهة الى غاية الآن قادرة على وقف آلة الدمار الإسرائيلية· وتزامنا مع هذا قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الوسيط المصري نقل الى سلطات الاحتلال مسودة خطية رسمية للاقتراح بشأن إعلان تهدئة شاملة مع الفلسطينيين· وأضافت الصحيفة أن المسودة لا تتضمن اتفاقا مفصلا وإنما نقاطا توافقية عامة تقضي بإعلان تهدئة في قطاع غزة أولا ليتم تطبيقها لاحقا في الضفة الغربية مشيرة الى أن التهدئة تتضمن رفع الحصار عن قطاع غزة·وفي حال قبول إسرائيل بهذه التهدئة فستكون بطريقة أو بأخرى ساهمت في نجاح الوساطة المصرية التي كثفت في الفترة الأخيرة من مجهودها ليس فقط لتحقيق تهدئة في قطاع غزة وإنما للم شمل البيت الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من حالة الانقسام الداخلي بسبب الخلافات الحادة بين أهم فصيلين في حركتي فتح وحماس·