ركز محمد سالم ولد السالك وزير الشؤون الخارجية الصحراوي أمس السبت في آخر عدد لمجلة “لايمز” الايطالية المتخصصة في قضايا الجيو سياسية على عملية إطلاق سراح الرهائن الأوروبيين الناشطين في مخيمات اللاجئين الصحراويين وكذا تعثر مفاوضات السلام بعد إقدام الحكومة المغربية سحب ثقتها من وسيط الأممالمتحدة كريستوفر روس. وأشاد ولد السالك بالدور الذي لعبه المسؤولون الصحراويون في مسألة الرهائن الأوروبيين وهم إيطالية واسبانيين اثنين الذين اختطفوا شهر أكتوبر من العام الماضي بمخيمات اللاجئين وتم الإفراج عنهم نهاية الأسبوع. وكشف الوزير الصحراوي أنه مباشرة بعد تأكد عملية الاختطاف أجرى المسؤولون الصحراويون اتصالات مع نظرائهم في دول الجوار مثل موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وكذا مع الحكومتين الإيطالية والاسبانية. وأشار إلى أن “الهدف الوحيد كان التوصل إلى إطلاق سراح الرهائن وإيصالهم إلى ذويهم سالمين باستعمال القناة الدبلوماسية مع تجنيد مصالح المخابرات وتفادي اللجوء إلى العمل العسكري” وقال إن “السلطات الاسبانية والايطالية طلبت منا التحلي بحذر كبير”. وأشار إلى أن وضعية عدم الاستقرار في مالي ومنطقة الساحل عقدت “بطريقة مأساوية” المفاوضات مع المختطفين. وقال في هذا الصدد إن “كل المنطقة معرضة للانفجار في أي لحظة مما جعلنا نخشى الأسوأ حول مصير الرهائن وخاصة خلال شهري ماي وجوان”. وهو ما جعله يؤكد أن القادة الصحراويين كانوا يعتبرون أن الجهود المبذولة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية تسير في اتجاه تعزيز الاستقرار في كل المنطقة. وقال “إن احتلال أراضينا من قبل المغرب سيخلق وضعا من اللااستقرار” مؤكدا أن “مصالح المخابرات المغربية تقف دون شك وراء المجموعة المسلحة الغريبة التي تشكلت لاختطاف المتعاونين الثلاثة بهدف زعزعة استقرار المنطقة والحد من المساعدات الإنسانية والضغط على جبهة البوليزاريو للحصول على تنازلات سياسية”. وبخصوص مستقبل النزاع في الصحراء الغربية أكد ولد السالك أن رفض مطالب الصحراويين من طرف المغرب وكذا اللوائح الأممية غذى لدى الشعب الصحراوي رغبة متنامية في العودة الى حمل السلاح وخاصة عند الشباب، نافيا في الوقت نفسه “وجود خلايا جهادية نائمة في مخيمات اللاجئين وفي الصحراء الغربية المحتلة”. من جهة أخرى، وصف رئيس الدبلوماسية الصحراوي القرار الأحادي الجانب الذي اتخذه المغرب بسحب الثقة من الموفد الاممي الى الصحراء الغربية كريستوفر روس ب«الخيار الخطير” مذكرا بأن الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة جددت بقوة ثقتها برجل “لطالما اتبع نهج تسوية عادلة ترتبط بها أمال وتطلعات عديدة”. وكشف أن المغرب يتحدى المجموعة الدولية ويوقف مفاوضات رغم أنها كانت “تسير ببطء وأسفرت عن نتائج محدودة إلا أنها تركت باب الحوار مفتوحا وساهمت في احتواء شروط العودة الى الكفاح المسلح”. وختم بالقول “إنني أخشى أن يكون من الصعب أكثر فأكثر تفادي الدعوة إلى حمل السلاح”.