استمرار الوضع الراهن بالصحراء الغربية لا يطاق أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس أمس بالعاصمة أن الوضع الراهن الذي يميز قضية الصحراء الصحراء الغربية لا يطاق. وقال المبعوث الأممي في تصريح صحفي عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة " ليس هناك شك بأن الوضع الراهن (القضية الصحراء الغربية) لا يطاق على المدى الطويل بالنظر الى التكاليف والأخطار الناجمة عنه. ودعا كريستوفر روس المغرب والبوليزاريو الى الشروع في مفاوضات صادقة ودون شروط مسبقة بهدف التوصل الى حل سياسي عادل ودائم يوافق عليه الطرفان يكفل لشعب الصحراء الغربية الحق في تقرير المصير. وأضاف أن "طرفي النزاع (المغرب والبوليزاريو) يتعين عليهما الآن التحلي بالإرادة السياسية من أجل تجاوز الوضع الراهن" مشددا على أن هذا الأمر يتطلب مفاوضت دون شروط. وأوضح كريستوفر روس أن هذه الجولة الجديدة تهدف تماما كزياراته السابقة الى مساعدته على تمهيد الطريق لمفاوضات بناءة بين المغرب والبوليزاريو بالتعاون - كما قال- مع دول المنطقة بما فيها الدول المجاورة. وأشار الى أن المبادلات مع الرئيس بوتفليقة وفريقه شملت الجوانب الرئيسية للملف وضرورة بعث اجراءات الثقة الحالية وتنفيذ الإجراءات الجديدة التي تنص عليها المحافظة السامية للاجئين. وأعرب عن أمله في أن يقوم طرف النزاع بالخروج في حالة الانسداد ومباشرة مفاوضات مكثفة وجوهرية حول مصير الصحراء الغربية. وأجرى المبعوث الأممي محادثات مع رئيس الجمهورية حول مختلف الجوانب ذات الصلة بملف النزاع في الصحراء الغربية. وهي المحادثات التي حضرها كل من وزير الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل. وتعد الجزائر بلد ملاحظ في المفاوضات بينطرفي النزاع المحطة الاولى في الجولة الجديدة للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي الى المنطقة تحسبا لسلسلة المفاوضات غير الرسمية المرتقبة بين المغرب والبوليزاريو في نوفمبر المستقبل. وفي إطار هذه الجولة التي تعد الرابعة من نوعها منذ تعينيه السنة الماضية في هذا المنصب سيقوم كريستوفر روس غذا الاربعاء بزيارة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين وينتظر أن يجري هناك محادثات مع الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز وعدد من المسؤولين البارزين في البوليزاريو. وجدد الطرف الصحراوي الذي أعرب عن تفاؤله إزاء زيارة روس على لسان الوزير الاول الصحراوي عبد القادر طالب عمر رغبته في بذل قصارى جهوده من أجل مساعدة المبعوث الأممي في تأدية مهامه. وأضاف أن الصحراويين ينتظرون من الأممالمتحدة أن تمارس ضغوطات جديدة على المغرب من أجل حمله على الرجوع عن موقفه المتعنت بشأن الحكم الذاتي الذي ترفضه البوليزاريو والامتثال للقانون والشرعية الدولية. للإشارة، فإن طرفي النزاع أجريا منذ جوان 2007 اربع جولات من المفاوضات المباشرة قرب نيويورك تحت اشراف الأممالمتحدة اضافة الى لقاءين غير رسميين دون تحقيق أي تقدم باتجاه تسوية النزاع. من جهة أخرى، دعا الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الأمين العام الأممي بان كي مون الى التدخل العاجل من أجل ضمان أمن وسلامة النازحين الصحراويين بالمناطق المحتلة. وقال في رسالته للأمين العام الأممي، أن المواطن الصحراوي في ظل الممارسات القمعية للسلطات المغربية يجد نفسه مجبرا على النزوح الجماعي من المدن الصحراوية المحتلة. وينتظر الطرف الصحراوي من المبعوث الأممي حسب وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك ان يعجل بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، مؤكدا استعداد الطرف الصحراوي لمساعدة روس للقيام بمهمته المتمثلة في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، مشيرا الى أن العرقلة التي يعرفها مسار السلام في الصحراء الغربية مغربية بدعم من فرنسا. ودعا الأممالمتحدة الى النظر من أين يأتي المشكل.