سيكون موزعو الأدوية على موعد مع الصالون الدولي الأول لمموني الصناعة الصيدلانية، الذي سينظم من ال 25 إلى ال 27 سبتمبر المقبل ببهو فندق الهيلتون في الجزائر العاصمة بمشاركة مهنيين ومتعاملين في مجال التموين بالدواء وإنتاجه من داخل وخارج الوطن. وأكدت الشركة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "ألجاكس" التي دعت المتعاملين المهتمين بهذا الموضوع للمشاركة في الصالون، أن الهدف من تنظيمه هو جمع كل العارضين الجزائريين والأجانب لتقديم منتوجاتهم وخدماتهم لمنتجي الدواء لإقامة عقود شراكة معهم قصد التكفل بتوزيع أدويتهم على الصيدليات المنتشرة في مختلف ربوع الوطن، وتبادل الخبرات مع المتعاملين الأجانب الذين سيحضرون الصالون، كما يهدف الصالون لإضفاء حيوية على مجال إنتاج المواد الصيدلانية الوطنية، كونه همزة وصل بين مختلف الممونين الذين سيشاركون في التظاهرة. وسيشارك في الصالون الأول من نوعه متعاملون في ميدان التغليف وصناعة العلب الورقية الخاصة بالأدوية، وغيرها من العلب البلاستيكية والزجاجية، التي توضع فيها الأدوية. ويأتي هذا الصالون في وقت تعرف فيه الصناعة الصيدلانية تقدما في بلادنا مقارنة بالسنوات السابقة، مما يتطلب مواكبة هذا التقدم من خلال مرافقته بتزويد منتجي الدواء باللوازم التي يحتاجونها لتغليف أدويتهم وحفظها، علما أن الجزائر التزمت بإقامة صناعة وطنية للأدوية بالشراكة مع المخابر الأجنبية من أجل بلوغ تغطية بنسبة 70 بالمائة سنة 2014 لحاجياتها في هذا المجال من خلال إجراءات عمومية تهدف إلى الحد بصفة تدريجية من التبعية للأدوية المستوردة. وتم لهذا الغرض التوقيع على اتفاقيات في مجال الصناعة الصيدلانية سنة 2011 بين الجزائر وبلدان أجنبية من بينها الولاياتالمتحدة، التي أعربت عن نيتها في جعل الجزائر قطبا جهويا في مجال البيوتكنولوجيا وإنتاج الأدوية. للإشارة، فإن سوق الدواء تمثل ملياري دولار بين الواردات والإنتاج الوطني، وتضم السوق الوطنية للأدوية في الجزائر حوالي 60 منتجا وحوالي 20 مواظبا و560 موزعا، حيث تمثل الأدوية الجنيسة 80 بالمائة من الإنتاج الحالي، وتخص الأدوية الجنيسة المنتجة حاليا في الجزائر علاج الأمراض المزمنة مثل داء السكري، ارتفاع الضغط الشرياني، ارتفاع الضغط القلبي، الأمراض العصبية العقلية، والأمراض المتعلقة بالقلق. وفيما يخص موزعي الأدوية، فإن النقابة الوطنية للصيادلة سبق وأن أكدت أن شركات التوزيع الناشطة فعليا على المستوى الوطني لا تتجاوز 100 من بين 500 إلى 600 متعامل متحصل على الاعتماد للقيام بهذه العملية، ومن ثم فإن التحريات الأولية لوزارة الصحة أدت -مؤخرا- إلى إقصاء 200 شركة من بينهم، في انتظار اتخاذ الإجراءات الأخرى لضبط سوق الدواء في الجزائر، ووضع حد للفوضى التي تفرضها مافيا احتكار التوزيع· جدير بالذكر أن مجموع شركات توزيع الأدوية يقدر ب 560 شركة عبر الوطن، غير أن مشكل الاحتكار أثر سلبا على هذا القطاع، حيث بات الكثير من الموزعين لا يستطيعون الوصول إلى بعض الأدوية بسبب سيطرة مجموعة من الموزعين. وبينت الدراسات والتحقيقات المتوفرة لدى نقابة الصيادلة في هذا المجال أن أغلب مستوردي الأدوية يملكون شركات للتوزيع، ولهذا نجد خللا في العملية، وهناك من يملك شركتين أو ثلاث، وآخر له ثماني شركات للتوزيع، ويعني هذا أنه عندما يكون المستورد هو نفسه الموزع، تحتل المنافسة والطلب على الأدوية، إضافة إلى أن هذه الشركات ليست لها الإرادة لتغطية كل صيدليات الوطن، بل تتعامل مع الصيدليات الكبرى التي لها رقم أعمال كبير، وتتجاهل الصيدليات في المدن الداخلية والمناطق النائية.