طلب السيد سامي بن شيخ المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، من مسؤولي المهرجانات المرّسمة التي تُنظّم في الجزائر مثل مهرجاني تيمقاد والجميلة، تسديد حقوق مؤلّفي الأغاني التي يؤديها الفنانون المشاركون في هذه التظاهرات. مضيفا أنّه يستغرب أن يتم دفع أجور الفنانين الأجانب وفي نفس الوقت يتمّ التهرّب من دفع مستحقات المؤلّفين الجزائريين. دعا سامي بن شيخ في اللقاء الذي نشّطه أوّل أمس في سهرة “نيوز”، السلطات القضائية إلى مساعدة الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة في تفعيل القضايا التي ترفع إليها من طرف الديوان ضدّ من ينتهك حقوق المؤلفين. مضيفا أنّه لو تحصّل الديوان على مستحقات المؤلّفين من طرف منتهكيه من مسؤولي 90 بالمائة من المهرجانات التي تتلقى تمويلا من الدولة، لتمكّن من مضاعفة عدد المراقبين الذين يعملون لصالحه والذي لا يتجاوز حاليا 46 عونا يتجوّلون في 48 ولاية بغية مراقبة تطبيق كلّ من يستغل حقوق المؤلفين سواء كان مموّلا من جهة رسمية كالمهرجانات أو الخاصة مثل المقاهي والملاهي وغيرها. واعتبر المتحدّث أنّه يستحيل على الديوان أن يرفع من عدد موظّفيه لأنّه في هذا الحال سيزيد من نفقاته وهو ما لا يمكن أن يتحمّله، بيد أنه لو دفعت جميع الجهات التي تستغل حقوق المؤلفين المستحقات اللازمة عليها، لزاد دخل الديوان الذي يقوم في العادة بجمع مستحقات المؤلّفين ومن ثمّ دفعها لهم حسب معايير معيّنة. مؤكدا في السياق نفسه أنّه لو تحقّق ذلك لتحصّل الديوان على ستة ملايير سنتيم. بالمقابل، أعلن المتحدّث عن قيام الديوان بعملية تحسيسية في الجامعات والثانويات حول خطر قرصنة أعمال المؤلّفين، وكذا التحميل غير القانوني لها، مطالبا بعدم شراء الأعمال غير المرخّصة مثل الاسطوانات المسجلة بطريقة غير قانونية وهذا لمكافحة هذه العادة السيئة التي طغت على السوق، كما أكّد في هذا السياق على وجود قانون في الجزائر إلاّ انّه يعاقب مزوّدي خدمة الانترنت وليس المستهلك في حدّ ذاته. وتحدّث بن شيخ عن شراكة بين الديوان وأعوان الشرطة والدرك والجمارك عن الحفاظ على حقوق المؤلفين. مضيفا أنّه ليس من السهل إحصاء كلّ المعلومات المتعلّقة بهذه المهمة، مقدّما مثالا عن وجود 54 إذاعة في الجزائر وليس من السهل إحصاء كلّ الأغاني التي تذيعها ومن ثم وضعها في بنك المعلومات الذي يتوفر على 800 الف عمل محفوظ وبعدها تقديم الحقوق للمؤلفين. وفي اطار آخر، قال بن شيخ أنّ الديوان يدعم كلّ فعل ثقافي وفني في كلّ تنوّعاته، كتدعيمه لكاتب سيناريو في كتابة عمله حيث يقدّم له على سبيل المثال أربعين ألف دينار حتى يتمكّن من التفرّغ للكتابة من دون التفكير في نفقته أو حتى تدعيم مهرجان الفيلم العربي بمليون دينار. مشيرا إلى أنّه لا يدعم إلاّ الأفلام التي وافقت عليها وزارة الثقافة وهذا حتى لا يتدخل في موضوع العمل، بل يهتم بالأعمال التي مرت على لجنة قراءة الوزارة وتلقّت موافقتها.