كانت نتائج الرياضيين الجزائريين في الأسبوع الأول من ألعاب لندن الأولمبية ، مخيبة للآمال من خلال النتائج الهزيلة المسجلة خاصة منها الإقصاء المبكر للمصارعة صورية حداد التي خرجت من المنافسة في دورها الأول ، فيما نجح الملاكم محمد الأمين وضاحي من الإبقاء على آمال المشاركة الجزائرية بإقتطاعه لتأشيرة المرور للدور ربع النهائي . فالأسبوع الأول من المنافسة بدأ بشكل سلبي من خلال إقصاء أربعة رياضيين في الدور الأول من المنافسة بسبب أدائهم الهزيل الذي لم يرق إلى طموحات الجمهور الجزائري. هذه النتائج لم تعكس أبداً الإمكانيات المادية و البشرية التي سخرتها السلطات العمومية من أجل ضمان التحضير الأمثل للعناصر الوطنية المعنية بالمشاركة في العرس الأولمبي. صورية حداد....الخيبة الكبيرة وكان الإقصاء المبكر للمصارعة صورية حداد، صاحبة برونزية ألعاب بكين الأولمبية الخيبة الأكثر مرارة في الألعاب بالنظر إلى الطريقة التي أقصيت فيها ممثلة الجزائر عقب إرتكابها لخطأ فني أقل ما يقال عنه أنه تافه لا يعقل أن يصدر من مصارعة تشارك في الأولمبياد. وبهذا الخصوص لم يجامل رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو السيد علي بن جمعة مصارعته و أبدى إستيائه من النتيجة التي سجلتها قائلا :« لقد إنهزمت في المنازلة مثل أي مصارعة مبتدئة وهذا غير مقبول في المستوى الأولمبي “. وفي إختصاص الرماية الرياضية ،لم يتمكن الرياضي الأول الذي يمثل الجزائر في هذا الإختصاص منذ الإستقلال فاتح زايدي من تحقيق نتيجة مقبولة من خلال إنهائه مسابقة الرمي بالمسدس في الهواء المضغوط في المركز ال43 و ما قبل الأخير في الترتيب العام . فمشاركة هذا الرياضي الذي تنقل إلى لندن بدون مدربه بعد إنتهاء عقد مدربه الكوبي كانت فاشلة بكل المقاييس رغم أنه كان يطمح قبل المنافسة إلى التقدم على الرماة العرب و الأفارقة في هذا الإختصاص لكنه أخفق في الأخير ليعود مثقلاً بخيبة كبيرة من أول مشاركة دولية له . ومن جهته، أثار الدراج عز الدين لعقاب، خيبة وإستياء الجميع بعد إنسحابه من السباق على الطريق في الكلم 195 متأثراً بصعوبات كثيرة واجهته في هذا السباق. وكان الدراج لعقاب حامل اللقب الإفريقي مرتين وصاحب المركز الرابع على المستوى الإفريقي ، قد إشتكى قبل بداية المنافسة من مشكلة العتاد الذي لم يكن يتوفر على المعايير الدولية لكن هذا لا يبرر بأي حالة من الأحوال الطريقة التي خرج بها الدراج من المنافسة. وفي رياضة المبارزة ، لم يكن مصير الرياضيتين الجزائريتين المشاركتين في الدورة أنيسة خلفاوي و ميليسا موتوسامي، أحسن من غيرهم بإقصائهما في الدور الأول من المنافسة. ولم تسهل القرعة من مهمة الرياضيتين الجزائريتين في أول مشاركة أولمبية لهما من خلال وقوعها في الدور الأول مع منافسات قويات خاصة ميليسا التي تبارزت مع صاحبة الميدالية البرونزية في دورة لندن ، الروسية صوفيا فيلكايا. ومن جهتها، لم تنجح الجذافة أمينة روبا في إقتطاع تأشيرة المرور إلى الدور ربع النهائي رغم إستفادتها من جولة الإستدراك... وتشارك اليوم في السباق النهائي من أجل تحديد مركزها في الترتيب العام. أما السباح نبيل كباب ، فلم يتمكن من مواكبة ريتم السباق في 100 متر سباحة حرة بعد إنهائه لسباق المجموعة الرابعة في المركز الرابع ،محققاً وقتاً ضعيفاً لم يمكنه من مواصلة المشوار وهي النتيجة التي تعكس بوضوح ضعف التحضيرات التي قام بها كباب ، حيث كان يفتقر لأدنى الشروط أولها عدم وجود المدرب المشرف على التدريبات. وكانت نتائج المنتخب الوطني النسوي للكرة الطائرة وفي ظل غياب عدة لاعبات بارزات ، محتشمة للغاية بإنهزامهن في المقابلات الثلاثة التي لعبناها مضيعات بذلك فرصة تحقيق فوز واحد أمام التشكيلة البريطانية التي كانت في متناولهن لولا التسرع و الإرتباك لتنتهي هذه المواجهة لصالح البريطانيات. الملاكم وضاحي على بعد منازلة واحدة من المنصة الأولمبية وحتى رياضة الملاكمة التي كانت تعلق عليها كل الآمال في إحراز الميداليات، فقد عرفت هي الأخرى إقصاء أربعة ملاكمين ولم يتمكن سوى محمد أمين وضاحي من المرور إلى الدور ربع النهائي بعد المنازلة القوية التي فاز فيها على منافسه اوركارناسون الكانتارا من جمهورية الدومينيك . وتبقى الفرصة قائمة أمام ملاكمين آخرين ويتعلق الأمر بكل من عبد الحفيظ بن شبلة المرشح القوي لإحراز ميدالية في أولمبياد لندن، إلى جانب سمير براهيمي. وبهذا الخصوص ، أوضح رئيس الاتحادية الجزائرية للملاكمة عبد الله بسالم ،أنه “حتى البلدان الرائدة في رياضة الملاكمة مثل أوزباكستان أو كوبا تعرف إقصاء ملاكميها في الأدوار التصفوية وهذا أمر عادي ويدخل في إطار قانون اللعبة. وتبقى الآمال معلقة على الملاكمين الجزائريين المتبقين في المنافسة من إحراز ميداليات تحفظ ماء وجه الرياضة الجزائرية في موعد لندن ، وهو الأمر الذي يبقى مرهونا بمدى إستعدادهم وثقتهم في قدراتهم و حظوظهم... وعليه سيكون الأسبوع الثاني من الألعاب صعباً و فاصلًا بالنسبة للرياضيين الجزائريين الباقين في المنافسة ويتعلق الأمر بإختصاصات ألعاب القوى و المصارعة و التايكواندو و الجيدو .