ما يزال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يفيض بالطيب والصلاة عليه تعم بالخيرات والبركات، فهو الشافع المانع في يوم يفرّ المرء فيه من أقرب الناس إليه، هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجي والذي تفتح أبواب الرحمة بيده حيث يقف على الحوض يسقي الظامئين ومهما حاول أعداء الاسلام أن يتجاهلوه فحاشاه فإن ذكره ينطلق من علو المآذن واسمه يتردد على كل لسان ويضيئ في كل بيت، وليس رسم الدانماركي شائنة، إنما القذى في عين الأعور، ولا محاولة الهولندي الصهيوني بمطفئة نور الله فإن القرآن الكريم مصباح الأزمنة وهداية الانسانية الى الخير والأمن والسلام ورحم الله فتح الله بن النحاس الحلبي المتوفى سنة 1052 ه حين قال: وما أقول إذا ما جئت أمدح من جبريل خادمه واللّه مادحه مدح الكرام رشاء لا ستماحتهم وليس يحوج بحر عم طافحه ثق بالنبّي وقف قدام حضرته واسأل فمهما ترمه فهو مانحه فالفتح بالباب لا تخفى علاقته لا سيما باب جود أنت فاتحه" ولم تتوقف شمائله صلى اللّه عليه وسلم في حياته فقط فإنه ما يزال القدوة والسبيل والحياة المثالية التي يصبو اليها كل انسان يبتغي السمو والكمال وقد صدق الشاعر حين قال: فنزعت كفي عن مبايعة الهوى وتركت اسهم ميسرى وقداحي ورجوت غفر جرائمي بمدائحي في مقصد الأدباء والمدّاح ذاك الذي نتجت كرام أصوله من معسر غرّ الوجوه صباح من حلّ في العلياء أعلى منزل ما أملته عزائم الطمّاح" أما أبو زكريا يحيى بن محمد بن خلدون أخو عبد الرحمن بن خلدون فإنه قال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 778 ه: "لم أقدم وسيلة فيه إلا حب خير الورى الشفيع الماحي سيّد العالمين دنيا وأخرى أشرف الخلق في العلا والسماح سيد الكون من سماء وأرض سرّه بين غاية وافتتاح زهرة الغيب مظهر الوحي معنى الن ور كأنه المشكاة والمصباح صفوة الخلق أرفع الرسل قدرا وسراج الهدى وشمس الفلاح أحمد المجتبى حبيبا وأنّى فوق عز الحبيب مرمى طماح في أنا جيله المسيح تلاه باسمه والكليم في الألواح يارواة القريض والشعر عجزا ما عسى تدركون بالامداح" هكذا من عاينوا سيرة محمد صلى اللّه عليه وسلم فلم يعيبوه ولم يثلبوه لأنه مجرّد من كل عيب منزّه عن كل مثلبة طهرّه ربّه وأصطفاه على العالمين·