أتت حرائق الغابات، خلال الأسابيع العشرة الأخيرة، على أزيد من 11100هكتار من الغابات والأحراش الجبلية عبر كامل التراب الوطني، حيث تبقى هذه الأخيرة تصنع الحدث خاصة مع توقع استمرار ارتفاع درجة الحرارة الذي سيزيد الوضعية تعقيدا خلال الأيام المقبلة. وحسب مديرية الغابات فإن حصيلة هذه الحرائق تعتبر استثنائية، حيث تضاعفت بست مرات مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. فيما تشهد الجزائر سنويا احتراق حوالي 20 ألف هكتار من الثروة الغابية ويبقى العنصر البشري المتسبب الرئيسي في ذلك. هذه الوضعية استوجبت اتخاذ تدابير إضافية والاستنجاد بالجماعات المحلية لمواجهة هذه الحرائق التي عادة ما تزداد حدة خلال هذا الشهر من السنة، حيث تعمل المديرية العامة للغابات ولمواجهة هذه الوضعية الصعبة، على تعزيز قدراتها بالإمكانيات المتوفرة لدى البلديات فضلا عن إمكانيات المؤسسات، حيث أوضح مدير مكافحة الحرائق السيد محمد عباس أن البلديات تعتبر شريكا هاما في نفس مستوى المؤسسات التي جندت لهذا الغرض ضمن مخطط محاربة الحرائق الذي يتم إعداده في كل سنة على مستوى كل ولاية. يشمل المخطط جميع الإمكانيات التي يمكن استغلالها في حالة نشوب أي حريق بإقليم الولاية على أن تبقى مشاركة السكان المحاذين للغابات في عمليات الوقاية أو التدخل السريع لإخماد الحرائق، في غاية الأهمية وذلك رغم تجنيد كل الوسائل المادية والبشرية لحماية الغابات من الحرائق، خاصة الحماية المدنية. وحسب المسؤول فإن مصالح المديرية تعتمد على العمل التحسيسي الذي يعتبر أهم سلاح للوقاية من هذه الكوارث التي تلتهم في كل سنة مساحات شاسعة من الغابات، حيث أطلقت وككل سنة حملة تحسيسية يشارك فيها أعوان المديرية وأعوان الحماية المدنية مع إطلاق قبل كل حملة قوافل لتحسيس السكان حول أهمية الوقاية من حرائق الغابات وخطورتها. كما قامت مصالح المديرية بالتنسيق مع مصالح المجالس البلدية في أشغال وقائية على مستوى الغابات والمناطق الغابية كنزع الأعشاب على مستوى الطرق البلدية وتنظيف جوانب الطرقات وغيرها. وعلاوة على الأعمال التحسيسية والتربية البيئية والوقائية التي تعتمدها مصالح الغابات مع مطلع كل سنة فإن المديرية العامة للغابات جندت لهذه السنة 416 مركزا للمراقبة يسهر عليها 1120 عنصرا مكلفين بالمراقبة والإنذار، كما تم تكليف 2488 عنصرا بالتدخل السريع على مستوى 483 فرقة وتسخير 295 شاحنة صهريج خفيفة فضلا عن تجنيد 19 شاحنة ناقلة للمياه و26 شاحنة صهريج متوسطة لإخماد الحرائق وتسخير الموارد المائية من خلال إحصاء 2513 نقطة مائية تقع على مستوى الغابات أو بالقرب منها والتي تستعمل لتموين وسائل التدخل. فيما سخرت 2239 ورشة يعمل بها 38702 عاملا وذلك في إطار مختلف البرامج القطاعية للتنمية وقد اقتنت المديرية العامة للغابات 1780 جهازا لا سلكيا للاتصال (في.أش.أف) من أجل السماح بإعطاء الإنذار بشكل أسرع عند نشوب حريق وتعزيز التنسيق في مجال التدخل وتجنيد وسائل المكافحة.