تعيش مديرية الفلاحة بولاية سيدي بلعباس حالة استنفار قصوى بعد اجتياح أسراب من الجراد المغربي للأراضي الفلاحية بها، خاصة المتمركزة على الوديان من المستثمرات الفلاحية والمحيطات المنتجة للخضر والفواكه الموسمية، والتي أتلفت حسب ذات المصالح 500 هكتار من الأراضي الزراعية على مستوى ثلاثة بلديات من بلدية مرين وواد السبع وكذا بلدية رأس الماء، التي تمتاز بالأراضي الرعوية والمساحات الغابية، حيث تشكلت خلية أزمة بالمديرية لتطويق أسراب الجراد التي اجتاحت بكثرة الولاية على غرار باقي الولايات الجهة الغربية التي تترقب تنقل الجراد إليها في غياب المبيدات الكيماوية لمكافحتها• من جهتها فندت مسؤولة بمصلحة النباتات بمديرية الفلاحة لولاية سيدي بلعباس أن تكون هذه الأسراب من الجراد المغربي متوافدة من البلد المجاور للمغرب، على اعتبار أن هذا النوع من الجراد المغربي يعد محليا وليس بالطبع مغربي الأصلي، والذي أتلف خلال السنة الماضية أزيد من 8487 هكتار من الأراضي الفلاحية، وتكبد جراء ذلك الفلاحين خسائر مالية معتبرة بعد إتلاف جميع المحاصيل الزراعية• في الوقت الذي يرتقب أن تتضاعف حجم الخسائر هذه السنة في ظل غياب إمكانيات العمل والفرق المختصة، وكذا المبيدات الكيماوية لمكافحة الجراد ومحاصرته، ما جعل المديرية تستنجد بالمخبر الجهوي للنباتات بولاية تلمسان الذي أوفد فرقة خاصة متكونة من 5 مهندسين لتدارك الوضعية، ومعاينة أماكن انتشار الجراد بقوة لتحديد حجم الخسائر، في انتظار وصول إمدادات من المخبر الوطني لوقاية النباتات بالعاصمة لدعمهم بالمبيدات وبالمهندسين للتصدي للجراد الذي يعيش خلال هذه الفترة تكاثرا كبيرا بولادة من 9 إلى 10 بيضات جراد في اليوم، وذلك ما سيزيد من حجم الكارثة• في سياق متصل أكدت ذات المتحدثة أن هذه الفترة من شهر أفريل وماي وجوان تعد من بين أنشط الفترات لتكاثر الجراد، وذلك ما سيطرح مشكلا كبيرا في ظل نقص الأدوية من المبيدات الكيماوية لمكافحته، خاصة أنه يعرف انتشارا واسعا في الأراضي المنتجة للبطيخ، والتي ستعرض الموسم كله للاتلاف بعد تخريب المنتوجات الفلاحية• في الوقت الذي يرتقب فيه زحف أسراب الجراد نحو الأراضي الفلاحية لولايات الغرب المجاورة وسط تخوف مدراء الفلاحة بها من وقوع الكارثة•