كانت سعادة محبي فرقة “تيناريوين” كبيرة وهم يرون قائد الفرقة إبراهيم أغ الحبيب يصعد إلى المنصة بعد تقديم زملائه لبعض الأغاني في حفل بتظاهرة “خيمكتم 2012”، خاصة وأنّه أصبح نادر الظهور والمشاركة في التظاهرات الفنية. بعد أن غاب إبراهيم أغ الحبيب عن الدورة الأخيرة للمهرجان الدولي لفنون الأهقار بتمنراست (فيفري 2012)- حيث وجد بعض أعضاء الفرقة أنفسهم مضطرين لتقديم حفلهم الموعود بدون قائدهم بحجة أنّ هذا الأخير مشغول بهم بلده مالي وحال التوارق فيه-، ها هو يزور الجزائر البلد الذي قضى فيه الكثير من سنوات حياته وأسّس على أرضه فرقته الشهيرة “تيناريوين” التي يقصد من إسمها صحاري. وقدم إبراهيم رفقة أعضاء فرقته أجمل الأغاني التي عرفت بها الفرقة والتي إشتهرت بها عالميا وحصولها على أفضل جائزة لألبوم أجنبي في المسابقة الكبرى للموسيقى بالولايات المتحدةالأمريكية 2011 أحسن دليل على ذلك، وفي هذا السياق قدّمت الفرقة أغان من ألبوماتها المختلفة وآخرها ألبوم “طاسيلي” الذي صدر السنة الفارطة ويضمّ 12 أغنية. وتجاوب الجمهور مع أداء “تيناريوين” وأعجب بقدرتها على المزج بين الروك والبلوز والنغمة الترقية الأصيلة، وهو الطابع الذي أطلق عليه إبراهيم تسمية “الأسوف” ويعني به الشوق والحنين إلى الماضي، كما إنبهر الحضور بعزف الفرقة الجميل والرائع على آلة القيتار والذي مكّنهم من إبتكار موسيقى خاصة فتحت لهم أبواب العالمية. كما ردّد الجمهور بعض كلمات أغاني “تيناروين” رغم أنّها جاءت كلّها بالترقية وهو دليل على عشقهم للفن الراقي، بالمقابل يغني أعضاء الفرقة عن المنفى وحياة الطوارق كما إتّخذوا من الموسيقى سلاحاً لمحاربة كل ّإضطهاد وكذا للتعريف بثقافتهم المحلية، ومن بين الأغاني نذكر “أمان أمان” (الماء هو الحياة)، “أماساكول” (رحالة الصحراء)، “شات بوﭬاسة”(إبنة بوغصة وهو منطقة من المالي). ويقولون في أغنية “أغاداز كيدال”: «أغاداز كيدال تمنراست ايغال بلد التوارق بلد الإبل بلد الغزلان بلد الشابات المعروفات بجمالهن”. أما أغنية “المسافر في الصحراء “ فجاء في بعض مقاطعها: «أنا المسافر الوحيد في الصحراء لا عجب في ذلك أتحمّل الريح أتحمّل العطش والشمس أنا أستطيع الرحيل والمشي حتى مغيب الشمس”. وتبقى علاقة فرقة “تيناريوين” قوية بالجزائر فعلاوة على أنّ بعض أفرادها جزائريين وهم عبد الله حسن وبربيون وكيضو فإنّ تأسيسها كان في تمنراست، كما برهن إبراهيم عن تعلّقه بالجزائر مناديا بأعلى صوته “تحيا الجزائر”.