تعرف هذه الأيام محلات بيع الألبسة والأحذية بمدينة وهران، لاسيما خلال فترة ما بعد الإفطار، إقبالا واسعا للأولياء رفقة أبنائهم للتسوق واقتناء ملابس العيد في سباق مع الزمن، خاصة أننا نعيش الأيام الأخيرة من الشهر الكريم قصد إرضاء الأبناء وبأسعار معقولة، إلا أن هذه المعادلة لم تتحقق نظرا لارتفاع أسعار الألبسة والأحذية، خاصة بالمحلات المتواجدة في الشوارع الكبرى بوسط مدينة وهران، أين تتمركز محلات الملابس الراقية على غرار؛ حي»شوبو» و«مرافال»، مما يجبر الأولياء الخضوع لرغبات أبنائهم ولو عن طريق اللجوء للتدين والاقتراض بالنسبة للعائلات محدودة الدخل. عند تجوالنا أمس بشارع العربي بن مهيدي، وسط مدينة وهران قصد معرفة رأي الأولياء في أسعار الألبسة والأحذية، أجمعوا على التهاب أسعارها مقارنة بالأشهر الماضية، لأن التجار يغتنمون دائما هذه المناسبات لإفراغ جيب المواطنين، فعلى سبيل المثال سروال «الجينز» للأطفال كان سعره قبل رمضان يتراوح مابين 800 و700 دج، ليرتفع إلى مابين 1400 إلى 1600 دج، وسعر الأقمصة ارتفع إلى 40 بالمائة، ناهيك عن الأحذية الرياضية التي تخطت الخطوط الحمراء، وفي هذا الشأن، صرحت لنا السيدة نعيمة التي التقيناها لدى أحد الباعة رفقة أبنائها الثلاثة، وهي أرملة تعيل العائلة؛ «أن ما يعرض هذه الأيام من ألبسة وأحذية تسيّل اللعاب، لكن ارتفاع أسعارها أفقد الأولياء والأطفال نكهة العيد، لأنها ليست في متناول الجميع، خاصة ونحن مقبلون على الدخول المدرسي الذي بدون شك سيرهق كاهلنا». إستطاعت المساحات التجارية الكبري التي تخصّص البعض منها في بيع ملابس الأطفال المستوردة من الصين، جلب الأولياء لاختيار ما يناسب أطفالهم، لاسيما وأن الأسعار بها كما تقول إحدى السيدات مدروسة وأرحم من تلك المتواجدة بالمحلات التجارية الأخرى. غيرنا وجهتنا نحو سوق المدينةالجديدة الشعبي الذي يعتبر المقصد الأوسع للعائلات الوهرانية، حيث يعرض بها التجار من أصحاب المحلات بضائعهم فوق الطاولات وعلى الرصيف، إلى جانب كل أنواع الألبسة المحلية التي ارتفع ثمنها هي الأخرى، والغريب في الأمر أن لهؤلاء التجار دائما جواب عن السؤال الذي يشغل المواطن البسيط حول سبب ارتفاع الأسعار الذي أرجعوه إلى مضاربة تجار الجملة والمستوردين وحتى أصحاب ورشات الخياطة الذين يرجعون بدورهم سبب الارتفاع إلى الزيادة في الرسوم الجمركة والضريبية، ليبقي المواطن وحده من يدفع ثمن هذا الغلاء. أما تجار بيع مستلزمات الحلويات، فهم كذلك وضعوا أسعارهم الجديدة تزامنا مع حلول عيد الفطر المبارك، لاسيما أنواع المكسرات التي ارتفعت بشكل كبير على غرار؛ الفول السوداني الذي تخطى عتبة ال 400 دينار بالقشر و450 دينار بدون قشر للكلغ، اللوز ب1400 دينار للكلغ، الجوز ب1600 دينار للكلغ، والكاجو ب2000 دينار للكلغ، وقد طالت تلك الزيادات جميع المواد التي تدخل في تحضير الحلويات، ولم تسلم حتى القارورات الصغيرة للمواد المنكهة التي تدخل في صنع الحلويات وتستعين بها ربات البيوت عوض المكسرات، إلى جانب الأواني البلاستيكية المخصصة للحلويات ومواد التغليف التي راجت تجارتها خلال هذه الأيام. الأجواء الإستثنائية التي تميز شوارع وأحياء عاصمة الغرب الجزائري خلال هذه الأيام، يصنعها بدون منازع مجيء عيد الفطر وحركة العائلات التي تسعى جاهدة لاستقباله في أبهى حلة، حيث تمتزج الفرحة بالأسف على فراق شهر الصيام والغفران الذي يتمنى الجميع أن يكون صياما مقبولا وذنبا مغفورا... وعيد مبارك للجميع.