تدفق قياسي للعائلات على باعة الأرصفة لشراء ”كسوة العيد” تشهد سوق الملابس الجاهزة والأقمشة بولاية عنابة خلال الأيام الحالية، التى يعتبرها التجار موسما لتحقيق أعلى نسبة مبيعات نظرا لقدوم عيد الفطر، تدفقا منقطع النظير للمواطنين الذين لم يتفاجأوا بالتهاب الأسعار بقدر استغرابهم حملة التخفيضات التي يلجأ إليها التجار وتبين أنها وهمية بمجرد دخول المشتري في مفاوضات مع البائع· تعرف معظم أسواق ومحلات ولاية عنابة هذه الأيام حركة غير عادية سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، حيث اكتظت الشوارع الرئيسية لعاصمة الولاية عن آخرها جراء الاستعدادات المكثفة للعائلات العنابية لعيد الفطر المبارك، الذي تزامن هذه السنة مع الدخول المدرسي، إذ وجدت العائلات نفسها بين مطرقة غلاء الأسعار وسندان تلبية رغبات الأبناء ومتطلباتهم· وتعرف جلّ محلات بيع الألبسة والأحذية بالولاية هذه الأيام إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين شرعوا في رحلة البحث عن كل مستلزمات أبنائهم من ألبسة وأحذية للعيد والدخول المدرسي، بعدما تركوا ولو مؤقتا أسواق الخضر والفواكه بغية اقتصاد ميزانية الأكل في رمضان لشراء ألبسة العيد والدخول المدرسي، إلا أنهم تفاجأوا بغلاء الأسعار حيث أصيبوا بصدمة كبيرة جراء هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار خاصة ما تعلق بملابس الأطفال التي سجلت أعلى المستويات، وهذا ما وقفنا عليه في محلات شارع ابن خلدون· غامبيطا التي اكتظت عن آخرها بالزبائن، لاسيما الخاصة بملابس الأطفال· ولمعرفة الأجواء السائدة حاليا في الأسواق، تنقلت ”البلاد” إلى بعض الأسواق والمحلات المتواجدة بعاصمة الولاية والتي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين للاستفسار ومعاينة الأمر عن كثب· تساءل العديد من الموطنين من خلال جريدة فالبلادف عن أسباب الارتفاع الكبير الذي تعرفه الملابس والأحذية خاصة المتعلقة بفئة الأطفال وعن مصير الإجراءات التي تعلن عنها وزارة التجارة للوزير مصطفى بن بادة، التي تؤكد في كل مرة أنها ستعمل على الحد من ارتفاع الأسعار ومن تلاعبات التجار خلال المناسبات الدينية، حيث استلزم كسوة طفل واحد هذه السنة دفع ما يتراوح بين 4000 و6 آلاف دينار· وأشار بعض من تحدثنا إليهم من المواطنين وأرباب الأسر إلى أن تجار الملابس يلجأون إلى زيادة الأسعار، كلما اقترب عيد الفطر المبارك، والدخول المدرسي، حيث يرفع بعضهم سعر القطعة الواحدة إلى الضعف، ومنهم من ينتظر رد فعل المواطن والإقبال عليها غير مبالين بالأوضاع والظروف المعيشية الصعبة التي يتخبط فيها المواطن البسيط· في هذا الإطار تراوحت أسعار السراويل الخاصة بالأطفال من 1800 و2500 دج ويحدد ثمنه حسب النوعية والبلد المستورد منه، في حين تراوح ثمن الفساتين للبنات الصغار ما بين 2200 و3500دج· أما الأقمصة فاختلف سعرها حسب النوعية والحجم ما بين 1400دج و1800دج· وأجمع جل من تحدثنا إليهم على أنهم عمدوا إلى كسوة أبنائهم جميعا تزامنا والدخول المدرسي، مشيرين في هذا الإطار إلى أن ملابس العيد هي التي سيدخلون بها المدارس· أما الأحذية فهي الأخرى عرفت ارتفاعا في الأسعار فقد اختلفت حسب النوعية والبلد المستورد منه وتراوح ثمنها بين 1600 و3000 دج· كما عمدت بعض المحلات بشارع غامبيطا إلى تعليق لافتات كتبت عليها كلمة ”صولد” أي تخفيض، وذلك لجلب الزبائن أكثر في هذه المناسبة الدينية إلا أن الداخل إلى هذه المحلات يتفاجأ بغلاء الأسعار· كما لاحظنا الإقبال الكبير على السلع المعروضة على الأرصفة بألأزقة والشوارع الرئيسية والساحات العمومية بعنابة، خاصة في الفترة الليلية، من قبل العائلات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود، وبرر المتسوقون إقبالهم على هذه الفضاءات بالهروب من احتيال بعض التجار الذين يعمدون لإشهار لافتات كتب عليها فتخفيضات بنسبة 20 أو 30 أو حتى 50 بالمائةف ليتبين بعدها أنها مجرد حيل يلجأ اإيها التجار لا ستقطاب زبائن عبر ”صولد وهمي”·