إستحوذت المدن الترفيهية أيام العيد على إقبال العائلات ممن حرصوا على مشاركة صغارهم فرحة العيد. ونجحت في تعويض فترة الركود التي شهدتها إلى حد ما في شهر رمضان.”المساء” زارت مدينة الملاهي المتواجدة بقورصو بولاية بومرداس ورصدت نبض زوارها وشاركتهم فرحة أيام العيد ورصدت إبتسامة الأطفال أثناء تواجدهم فيها وتحاورت مع أوليائهم عن أسباب إقبالهم على أماكن الترفيه. إستقبلت مدينة الترفيه المتواجدة بشاطئ قورصو عدداً كبيراً من الأسر وأطفالها ممن قصدوها خلال أيام عيد الفطر المبارك للترفيه والترويح، وقدر عدد هؤلاء الزوار بالمئات في اليوم الواحد ما جعل إيرادات القائمين عليها تحقق أرباحاً بمعدل يفوق ال70% عن باقي أيام العطل بحسب أحد مسيري “المناج” الذي إكتفى بالقول أنه يسترجع عافيته أيام العيد بفضل الإقبال الكبير وأن ساعات اللعب تدوم إلى منتصف الليل. في الوقت الذي قدرت الأسر إنفاقها على هذه الأماكن ووسائل ترفيه أخرى بما يتراوح ما بين ال35% إلى 50%. أحد المواطنين حدثنا في الموضوع وهو يقول :«ينتظر أطفالي العيد بفارغ الصبر من أجل زيارة مدينة الألعاب هذه خاصة وأني قد وعدتهم من قبل بإصطحابهم إليها” ،وأضاف “لقد أصبح هذا المكان مقصد الكثير من الأسر في ظل غياب أماكن ترفيه أخرى أو تعذر الوصول إلى أخرى بسبب بعد المسافة”.أما عن متوسط ما أنفقه في سبيل ترفيه أولاده فقد قدره بحوالي 2500 إلى 3000 ألاف دينار بالنظر إلى مصاريف المثلجات والألعاب وكذلك بعض السكريات وحتى لعب أخرى عمد بائعوها إلى عرضها بالمدينة لجلب أنظار الأطفال ومنها البالونات وساعات “بن تن” والمزامير وبعض الآلات الموسيقية البلاستيكية وغيرها الكثير.. فيما تحدث مواطن آخر عن نقص الخدمات بهذه المدينة الترفيهية ومنها عدم وجود فرقة طبية لإسعاف فوري عند وقوع أي حادث، كما أشار إلى غلاء أسعار الألعاب وإعتبرها مبالغ فيها فسعر تذكرة لعب واحدة بالأرجوحة الفولاذية على سبيل المثال محدد ب50 دينار لمدة لا تتجاوز دقيقتين، وتذكرة سيارات التصادم 60 دينار لنفس المدة الزمنية...هذا الأمر جعل بعض الآباء والأمهات ممن تحدثوا إلى “المساء” يناشدون مسيري ألعاب الترفيه هذه لإعادة النظر في الأسعار المطبقة خاصة وأن أغلب الأسر تتكون من ثلاث أطفال أو أكثر الشيء الذي يرهق الميزانية خاصة وأن الطفل لا يقر بشيء إسمه تحديد زمن للعب. وبحسب الملاحظة فقد تم تخصيص مساحة واسعة لما يعرف ب«المناج” الذي يعرض أصحابه، وهم خمسة شباب من ولاية جيجل لهم حق الإمتياز في تسييره، عدة لعب وحسب أعمار الأطفال، وأكد عماد أحد المسيرين في حديث ل«المساء” أنه إتفق مع أصدقائه على فتح “أبواب المناج” صبيحة عيد الفطر مباشرة بعد الفراغ من أداء صلاة العيد، مشيراً أن حرارة الجو و أشعة الشمس قد أثرا بعض الشيء على الأسر في قصد المكان الذي بدأ يشهد توافداً متزايداً بعد عصر اليوم الأول من عيد الفطر، ليستمر الأطفال في اللعب إلى منتصف ليل ذات اليوم، وأوضح أن لعبة تصادم السيارات قد شهدت من جهتها ضغطاً كبيراً جعله يتدخل مرات عدة لإصلاح أعطاب إحدى السيارات أو تعويضها بأخرى أو حتى إصلاح عمود السيارة الكهربائي الذي كثيراً ما يتأثر من شدة التصادم بين الأطفال في حلبة السباق .أما الأسعار فإن بعض أرباب الأسر ممن تحدثوا إلينا إعتبروها مقبولة إلى حد ما فإن 200 دينار تسمح بلعب أربعة لعب وهو الثمن المعمول به في عدة مدن ترفيهية أخرى.... من جهة أخرى، شكّل فضاء اللعب للأطفال داخل غابة قورصو مقصداً آخر للترفيه في ظل الإزدحام والإكتظاظ الكبيرين المسجلين على المكان، والملاحظ هذه السنة أنه تم إعادة تهيئة الغابة وتوسيع مساحات اللعب التي كانت في الموسم الماضي لا تتعدى فضاءين إثنين يضمان الأرجوحات وزحليقات لا غير،وتم إضافة خلال الموسم الصيفي الجاري 3 فضاءات للعب أكثر إتساعاً من حيث المساحة ويضمان عدداً من المراجيح والزحليقات الموجهة للأطفال الأقل من 5 سنوات، إضافة إلى ألعاب فولاذية يحتاج فيها الطفل إلى بعض الفطنة ليجتازها ويصل إلى الضفة الأخرى، وهي ألعاب مجانية ما جعل الإزدحام سمة غالبة عليها خاصة بعد الخامسة مساء من أيام العيد المبارك، ولم تجد بعض ربات الأسر حرجاً في ترك أبنائهن يتزحلقون بالرغم من إرتدائهم لملابس العيد، مثلما تطلعنا عليه إحداهن بقولها:«منذ صغري أسمع أمي تقول أن عيد الفطر للأطفال يرتدون ملابس جديدة ويلعبون حيثما شاءوا لذلك لا أمانع أن يلعب أولادي هنا بين كل هذه الألعاب لأن هذه فرحتهم”.،وقالت أخرى أن النهار طويل فحتى بعد عيادة الأهل وتهنئتهم بالعيد فإن سويعاته ما تزال طويلة بما يسمح للأسر أن تقصد أماكن للترفيه يلعب فيها الأطفال بينما تستريح ربات الأسر من التفكير في مائدة الإفطار. وقال مواطن أنه يفضل قصد شاطئ قورصو بالنظر إلى الجمع بين الإستجمام واللعب وكذا نشاطات ترفيهية أخرى ومنها الأنشطة والفعاليات التي تناسب الأطفال في فترات العطل المدرسية، وذلك بتقديم مجموعة متنوعة من العروض الترفيهية والمسابقات الثقافية والألعاب الحركية وعروض المهرجين المحببة لدى الأطفال.