تشكّل الشواطئ مقصدا مهما للعائلات التي تسعى لمنح أبنائها فرصة الاستجمام خاصة أولئك الذين أمضوا سنة دراسية طويلة قد لا يجدون سوى البحر متنفسا لا يمكن الاستغناء عنه، ولعلّ محاولة الجمع بين اللعب والاستجمام ببعض الشواطئ تجعل العائلات تفضل التوجه إلى تلك المنتجعات بغرض التنويع في الترفيه، حيث يسمح التنويع في اللعب والترفيه والاستجمام بقضاء أوقات ممتعة في مكان واحد.. تشهد المدن الترفيهية إقبالا كبيرا من العائلات والأسر التي تحرص على اللجوء إلى البرامج والأنشطة المتنوعة التي تقدمها بعض الشواطئ العائلية ومنها شاطئ قورصو بولاية بومرداس الذي شهد قبيل حلول الموسم الصيفي أعمال تهيئة واسعة بهدف امتصاص الأعداد الكبيرة للعائلات التي تقصد المكان إما للترفيه او للاستجمام أو كلاهما معا. يجمع شاطئ قورصو العائلي هذه الصائفة بين مدينة للألعاب والترفيه موجّهة للأطفال تضم خمس أنواع من الألعاب ومنها المراجيح الفولاذية ولعبة السيارات المتصادمة المحببة كثيرا لدى الأطفال، وأيضا الزحليقات المنصبة بالمدينة وأيضا بالغابة للسماح لأكبر عدد ممكن من الأطفال باللعب والاستمتاع بأوقاتهم. ومن جهة أخرى، تم تنصيب عدد من الألعاب على الشاطئ والتي تسمى ''الطوبوقون''، وهي تتخذ عدة أشكال إما زحليقات وأما أشكال هندسية مختلفة يتسابق الأطفال للتخفي بينها ثم التزحلق للخروج إن لم يتم إيجاده، ميزة هذه الألعاب أنها بلاستيكية تنفخ بواسطة آلة كهربائية خاصة، وهي الألعاب التي تعرف إقبالا كبيرا حتى في السهرات يقول احمد بدور عامل بمدينة الترفيه ''ميكي ماوس'' المنصبة على شاطئ قورصو، موضحا أن ثمن الألعاب يتراوح بين 30 و50 دينارا، فيما يصل وقت اللعب لكل طفل إلى 15 دقيقة في كل لعبة حتى يتسنى للطفل استغلال كل لعبة حسب نوعها. ويؤكد محدث ''المساء'' القادم من ولاية تيارت أنه وشركاءه الخمسة قد استفادوا من امتياز كراء الشاطئ في 20 جوان إلى 01 سبتمبر,2011 وقال إن المدينة تقع على مساحة من 11 ألف مربع ويبدأ اللعب فيها في حدود الثالثة أو الرابعة بعد الزوال حينما تتناقص أشعة الشمس بعض الشيء ويستمر الأطفال في اللعب أحيانا إلى ما بعد المغرب، وأكد احمد في معرض حديثه أن الموسم الصيفي الحالي يبدو أحسن بكثير من الموسم الماضي، بحيث أن الخدمات عرفت تحسنا ملحوظا وتهيئة الشاطئ سمحت بتوسيع مدينة الترفيه وبالتالي استقطاب عدد متزايد من الزبائن، ما يحفز أصحاب الامتياز على استغلال المكان حتى في السهرات الرمضانية التي يؤكّد بشأنها المتحدث أنها ستكون مميزة هذه الصائفة ودليله الإقبال الذي تشهده مدينة الترفيه ليلا بحيث يستمر توافد العائلات إلى حدود الثانية صباحا. وأوضح مواطن قادم إلى شاطئ قورصو برفقة عائلته أنه يحرص على اختيار الشاطئ الذي يجمع بين مدن الترفيه والاستجمام ليقضي مع عائلته عدة أيام على البحر ويستمتع أطفاله الثلاثة بالألعاب. وبيّن آخر أنه يفضل قصد نفس الشاطئ منذ سنتين بالنظر إلى الجمع بين الاستجمام واللعب وكذا نشاطات ترفيهية أخرى ومنها الأنشطة والفعاليات التي تناسب الأطفال في فترات العطل المدرسية، وذلك بتقديم مجموعة متنوعة من العروض الترفيهية والمسابقات الثقافية والألعاب الحركية والأناشيد والمسرحيات الهادفة، وعروض الدمى والمهرجين المحترفين والشخصيات الكرتونية المحببة لدى الأطفال. إلى ذلك، تحدث مواطنون عن نقص الخدمات بهذه المدن الترفيهية ومنها عدم وجود فرق طبية لإسعاف فوري عند وقوع أي حادث، كما يظهر عامل غلاء أسعار الألعاب الذي يبدو أن أغلب المدن الترفيهية وألعاب الأطفال قد اتخذت موقفا شبه موحد بخصوصه، فالأسعار المحدّدة مبالغ فيها بشدة وفي جميع الشواطئ، فسعر تذكرة لعب واحدة بالأرجوحة الفولاذية على سبيل المثال محدد ب40 دينارا لمدة لا تتجاوز دقيقتين، وتذكرة سيارات التصادم 50 دينارا لنفس المدة الزمنية.. هذا الأمر جعل بعض الآباء والأمهات ممن تحدثوا إلى ''المساء'' يناشدون أصحاب هذه المدن الترفيهية لإعادة النظر في الأسعار المطبقة خاصة أن أغلب الأسر تتكون من ثلاث أطفال أو أكثر، الشيء الذي يرهق الميزانية خاصة أن الطفل لا يقر بشيء إسمه تحديد زمن للعب.. من جهته، أكّد مواطن حاجة الولاية لمدن ترفيهية أخرى تسمح للعائلات بالخيار بينها وبطريقة تسمح بخفض الأسعار. وأشار إلى أن وجود هذه المدن بشاطئين إثنين لا يسمح للعائلات بالتردد عليها بصفة يومية إلا لمن تملك سيارة، ناهيك عن عدم تهيئة المكان بطريقة تسمح للطفل باللعب دون التعرض لأي حادث. ويتساءل المواطن لماذا لم تسارع السلطات المعنية إلى تهيئة المساحة الكبيرة المخصصة لمدينة الترفيه بما أنه تمت توسعتها هذه السنة بما يضمن استقبال أعدادا متزايدة من الأطفال وعائلاتهم، فالمكان يتحوّل إلى ما يشبه حلبة صراع يتطاير فيها الغبار عند تشغيل الألعاب وهو ما قد ينعكس سلبا على الصحة..