تستعد شركة "اتصالات الجزائر" رفقة شريكها الإسباني لإطلاق أولى خطوات التجسيد الميداني لمشروع الكابل البحري للألياف البصرية الرابط بين مدينة وهران وفالنسيا الإسبانية خلال شهر سبتمبر المقبل، حيث من المقرر أن يتم الإعلان عن المناقصة الدولية لاختيار المؤسسة التي ستتولى تجسيد هذا المشروع الذي تصل تكلفته المالية إلى 250 مليون دينار. ويشمل المشروع وضع كابل بحري يضم 6 ألياف بصرية، يمتد من وهران إلى فالنسيا على مسافة 500 كلم، حسبما صرح به رئيس المشروع السيد جمال بودة للموقع الالكتروني الإعلامي "زاوية"، حيث أكد أن هذا المشروع الذي سيمكن من رفع طاقة الانترنت بما يعادل 80 جيغابايت في السنة الأولى، و1,6 تيرابايت في مرحلة ثانية، من المقرر أن ينتهي في شهر ماي 2013. ويعد هذا المشروع الثالث من نوعه بالنسبة للجزائر، حيث سبق لمؤسسة "اتصالات الجزائر" إنجاز الكابل البحري الذي يربط بين مدينة عنابة وبنزرت التونسية، إضافة إلى الكابل البحري الرابط بين الجزائر العاصمة ومدينة مرسيليا الفرنسية بطاقة قصوى لكل خط تقدر بنحو 120 جيغابايت، وهو يندرج في إطار المشاريع الرامية لتطوير التدفق السريع للأنترنت، وتجديد الشبكة الوطنية للاتصالات من خلال استبدال جميع الكوابل النحاسية بشبكة الألياف البصرية المتطورة بجميع ولايات الوطن. كما سيتيح المشروع أيضا إمكانية توسيع الشبكة الوطنية للألياف البصرية المقدرة حاليا بنحو 40 ألف كلم، وتحسين نوعية الخدمة في ميدان الأنترنت من خلال التدفق السريع، والتدفق العالي والتدفق الجد عال. وستنطلق عملية التجسد الميداني لهذا المشروع الحيوي الذي سيسمح أيضا بضمان الربط بالألياف البصرية بين القارتين الإفريقية والأوروبية، باختيار الشركة الدولية التي ستتولى وضع الكابل في المحور البحري المسطر للعملية، بعد أن تم استكمال انجاز الدراسات التقنية واللوجيستية الخاصة بتحديد المسار البحري الملائم الذي سيتم عليه وضع الكابل، فيما يتدخل الشريك الإسباني ل«اتصالات الجزائر" في مرحلة وضع الكابل في أعماق البحر للإشراف على العملية وتوجيهها، باعتبار ذلك من اختصاصه. وأضاف «من المنتظر أن يستفيد كل مواطن جزائري مع نهاية 2014 من خدمة التدفق العالي للأنترنت وحتى القاطنين بالمناطق المعزولة»، مشيرا إلى أن عدد مستعملي الأنترنت بالجزائر يقدر بنحو 10 ملايين مشترك أي بمعدل 30 بالمائة من سكان الجزائر يستعملون الأنترنت. وفضلا عن تمكينها من تدعيم قدرات الربط بين الجزائر وباقي بلدان العالم في مجال المعلوماتية، فإن توسيع وتطوير شبكة الألياف البصرية تعد إحدى أهم ركائز برنامج الحكومة لتطوير التدفق العالي للانترنت، والذي يهدف أساسا إلى تمكين كل المواطنين الجزائريين بمن فيهم القاطنين بالمناطق المعزولة مع نهاية 2014 من خدمة التدفق العالي للأنترنت، مع الإشارة إلى أن عدد مستعملي الأنترنت بالجزائر يقدر حاليا حسب الأرقام الرسمية بنحو 10 ملايين مشترك، فيما لا يتعدى المستوى العالي لاستخدامات الأنترنت طاقة 50 جيغابيت. وفي سياق متصل تشير الدراسات إلى أن رفع تدفق الانترنت ب10 بالمائة يسمح برفع الدخل الوطني الخام بنسبة 3,1 بالمائة، أما مردود الإنتاج فيرتفع بنسبة 5 بالمائة ويرتفع مردود الخدمات ب10 بالمائة.